حضرموت اليوم // عبدالرقيب الهدياني :: ويأبى يوم 13 يناير الا ان يسجل شؤمه في جنوب اليمن بأخذ روح قائد كبير هو الجنرال محمد صالح طماح رئيس الاستخبارات العسكرية.. لعنة التاريخ ام لعنة الفكر لاقصائي الدموي الذي ما يزال حيا في رؤوس قطاع من الناس هنا رغم تقادم السنيين. برأيي هما الاثنان معا. وشهد شاهد من اهلهم وهو الامين العام للمجلس الانتقالي احمد حامد لملس عندما وصف جريمة العند الاخيرة بنفس حادثة استهداف كوكبة من الدبلوماسيين الجنوبيين في ابريل 1973م و هم من كانوا يمثلون اهم نخبة مثقفة انذاك خاف منها حكام ذاك العهد ممن كان كل رصيدهم بندقية وحملة عسكرية وانهم تحرروا من الامية في الصف القيادي الاول للدولة فقرروا تصفيتهم.. على فكرة نحبة الدبلوماسيين تلك تشبه الى حد كببر هذه القيادت العسكرية في منصة العند من حيث توزع الجغرافيا فكلا الفريقيين من محافظات مختلفة في الجنوب فمثلما أخذت طائرة الدبلوماسيين التي فجرت في الجو صفوة المجتمع الجنوبي وحكمائه امثال عبد القادر أحمد ناصر ألسلامي ومحمد صالح عولقي , وسيف الضالعي ونور الدين قاسم وعبد الباري قاسم , و محمد ناصر محمد ومحمد عبد الولي الأديب اليمني الكبير, قائمة أسماء تضم (22 ) كادرا. استهدفت ايضا الطائرة المسيرة في قاعدة العند طماح اليافعي والنخعي والنوبة والزنداني الضالعي وسيف الضالعي والجوهري وتركي الصبيحي و45 جريحا اخرين.. القاسم المشترك بين الحادثتيين هي الطائرة اللعينة والضيق بالاخر . اعود لإشارة الاملس المنتمي لمربع شبوة والمجلس الانتقالي فاشير انها تحمل دلالات مهمة وربما صحوة ظمير واعتراف املته اللحظة المفزعة على وقع طائرة كادت ان تحصد اهم كوكبة جنوبية من قيادات الصف الاول في الجيش اغلبهم رفاق واصدقاء للاملس. يقول الاملس بما معناه ان القضية تآمرية داخلية وتصفيات بينية كسابقتها التي حصدت الدبلوماسيين. عندما نطالع تغريدات ومنشوات لبعض الموتورين في جنوب اليمن وهم يتشفون بالحادثة ويقولون ان الراحل طماح لايستحق حتى قراءة الفاتحة على روحه.. يتأكد لنا حينها ان الزمن قد توقف ولم يتحرك ولازلنا امام جيل تائه بلا بوصلة او رؤية وان معامل القتل التي انتجت حادثة الدبلوماسيين في ابريل 73م واغتيالات 78م ومجزرة 13 يناير 86م لاتزال بكامل جهوزيتها في رؤوس هؤلاء ولم يتعافوا بعد منها وما داموا هكذا فمشوار الدم سيتواصل والعبث سيستمر وشعارات التثوير الاعمى باقية (سوف نناضل سوف نقاتل ثورة ثورة لا اصلاح).. عصى اليهود نبيهم موسى فتاهوا في صحراء سيناء 40 سنة.قيل انها عقاب حتى يفنى ذلك الجيل ويتبدل بجيل جديد متفتح وواعي.. وتاه في جنوب اليمن قوم على مدى 50 سنة ويظهر اليوم انه رغم فناء ذلك القوم خلفه جيل مستنسخ بنفس الجينات التي لاتريد ان تتغير او تتطور او تتعلم..
إضافة تعليق