على تلكَ الكنبة يجلسُ ذلك الطفلُ، الذي لا يتجاوز عمرهُ السبعَ سنوات، يمسك بيديه ويقلب بصفحات ذلك الجهاز المسمّى 'آيباد"، دخلت عليه أمه وبيديها صينيه بها بسكويت جلست بجانب ابنها "
"خالد يا بني ..كلْ من هذه البسكويت"
"أمي أريد أن أسألك سؤال"
"سؤال!! تفضل يا بني"
"أمي ما معنى الاغتصاب ؟؟ لقد شاهدت كلمات منتشرة بموقع اليوتيوب يتبعه صفحات الإنستقرام بهذا الاسم ''
أجيبي عن السؤال ان أستطعتي!
عتابي إلى كل أم وأب اهملوا ابناءهم ..ووضعوا بين أيديهم خراب طفولتهم ومستقبلهم بحجة أنهم يقدمون لهم ما يريدون ولا يقصرون معهم بشي.
أنتم قدمتم لهم هذا المبيد القاتل؟؟! لكل تفكير طفل بريء وتجاهلتهم ما يحمله من أشياء بداخل ذلك الصندوق الجحيمي القاتل للطفولة.
مواقع وصفحات وإعلانات منافية للأخلاق يكبر الطفل والطفلة، ويرسم في مخيلته ذلك الرجل المشهور أو تلك العارضة أو الممثلة، ويرسم طريقه على أن يصبح مثله أو مثلها مستقبلاً.
وإن كان تبريركم إن أولادكم يلعبون بالألعاب فحسب ''أتعلمون أن أغلب الألعاب الموجودة بهذا الجهاز، هدفها معادي ومنافي للأخلاق والتعاليم الإسلامية.
أما الضرب أو القتل أو السرقة والهروب من العدالة وغيرها من تلك الألعاب الساخرة من المسلمين الذين يضعونها بين أيدي أطفالهم بجهالة وبدون أي علم ما قد تكون نتائجها على تفكير طفلهم.
أخي.. اُخــيّتي..
طفلك وهو في هذا السن، هو في مرحله بناء الذات يحاول أن يستوعب كل ما حوله ويبني على أساسه مستقبله، وإن كان أساسه معدوم من الإنسانية والأخلاق فبالتأكيد سيكون مستقبله مظلماً جداً.
ابنوا لهم طفوله نقيه صافيه بعيده عن كل ذلك، فان تجاوز تفكيره وتوصل إلى ما يحصل خارج بيتك من أعمال متوحشة وخارجه عن الانسانية، فسيتولد عنده خوف من المستقبل وعدم تقبل الواقع ومواجهته بكل دوافع الانسانية والخير، لا بل سيواجه كل شر بشر وسينعدم بداخله دوافع الخير نهائياً.