بقلم / خالد باشريف
في اليوم العالمي لعيد المرأة .. من جديد تطل الأقلام, وتنثر السهام, وفي وسط الزحام يتنمق الكلام، في تخدير العوام وبيع السم الزؤام, وعلى مرأى ومسمع، وبلا دليل، ومرجع يتخرص المتقّولون، متجاوزين الخطوط, وبنفس عقلية المتربع، أطل برأسه يعريها فاكتستْ حشمةً, ومضى يخلع جلباب حيائها فتمنطقت عفّةً عقلية، معتقلة بأوهام عصر الصبا والخنا .
سقطت كل الشعارات، وبَليَت الهتافات، وبدا عَوَر زعامات النزعات، وتحطمت الدعوات، على جبل العزمات، حين نطق دعاة مارس بهتانا وزوراً لتذويب الفضيلة المحفوظة، في قالب اللطف والحنِّية، ورقة المشاعر العاطفية الفياضة, كائن الرقة، حافظة الكينونة (( المرأة ))، بكل أبعادها ومعانيها من تمتلك نصف حياتها ونصفها الآخر لنصف الحياة, أكرمها الشارع الحكيم قبل أن يتشبث بدعوات تحريرها، ابن الشارع اللئيم هي ماركة ضمان للمجتمعات, وعلامة جودة الزمان .
لا في شهر مارس فحسب ودونه كرامتها تداس وفي غير مارس، كل ألوان الرذيلة في حقها تُمارس, قيودها الشرعية تَحَرُّر, وتحريرها سراب خادع تبخر .
لولا اختزال صفات القوة لديها في شخصها، لما اتجهت متسارعة إليها أنظار الضعفاء، تنازعها التخلي عنها وهي بذا اثبتت تفوقها, أوَ ما علمنا أن المرأة، وهي تهدهد طفلها بيدها اليمنى، تستطيع أن تحرك العالم بيدها الأخرى, لذا حملنا في وجهها الأقلام، ووضعنا على القوس السهام، لتزييف الحقائق على الأنام، وبيع الأوهام.
إن المرأة ضعيفة لقوة الرجال، مخدوعين مجبرين تحت تأثير عقود التحرر وأباطيل التخدير- التحرير - وهنا تجرى كل المحاولات لتفريغها من محتواها لتظل محارة جوفاء, لينشأ جيل مسخ ذا رجولة مائعة وأخلاق باردة، وعزيمة مخنثة، وهمم محطمة، وعقول محنطة، وأفكار ملوثة، وعاطفة ناشفة، وخيال مشلول، وحاضر موبوء، ومستقبل محتقن, وببؤر الضياع ملتهب.
فيا من يمارس التضليل في مارس، ويتخندق بحقوق المرأة، ويتخذها متارس، قف وثق أن قطار أحلامك قد فاتك، ومخدوعٌ بعلَّتِك يبتاع غَلّاتك, المرأة بيضة مكنونة، ومحمية مصونة، ويوم نتباكى على المرأة، تفضحنا دموعنا التي ترسم على خدنا الفصل الأخير، من فصول قصة صراع الوهن " الصناعة المتكلفة !! "