تشهد محافظة شبوة توترا كبيرا على خلفية تحركات يقوم المجلس الانتقالي ومليشياته المسلحة ضد قوات الجيش الوطني التابعة لمحور عتق والسلطة المحلية و المؤسسات الحكومية منذ مطلع شهر يونيو الجاري. وبحسب مراقبين فإن تحركات انصار الانتقالي جاءت بعد فشل مخطط استكمال مخطط الانقلاب على ماتبقى من الحكومة الشرعية ومؤسساتها في عدن بعد فيتو سعودي. تصعيد مليشيات الانتقالي تمحورت في محورين أولها المحور العسكري ضد قوات الجيش الوطني والتحريض ضدها ورفع المطالبات بطردها من المحافظة و احلال مليشيات النخبة بدلا عنها، في حين ان كافة القادة العسكريين ومنتسبي الجيش في المحافظة هم من ابناء المحافظة. و شهدت مدينة عتق الاربعاء الماضي اشتباكات مسلحة بين قوات الجيش الوطني ومليشيات النخبة بعد استحداث الاخيرة لمواقع عسكرية داخل المدينة مخالفة بذلك توجيهات اللجنة الامنية في المحافظة. وبحسب مصادر محلية فإن الهدف غير المعلن من مطالب طرد قوات الجيش هو تأمين خط تهريب الصواريخ الايرانية والطائرات المسيرة الى الحوثيين والذي يمتد من سواحل المحافظة الى محافظة البيضاء المجاورة الواقعة تحت سيطرة الحوثيين عبر شبكة تهريب محلية. ويواجه الانتقالي اتهامات سعودية بالتورط في تهريب الصواريخ والاسلحة الى الحوثيين. وفي المجال الاقتصادي يتمثل تصعيد المجلس الانتقالي في دعم عصابات مسلحة لتفجير انبوب النفط الخام وايقاف الانتاج الذي يورد العملة الصعبة لخزينة الحكومة الشرعية بغية خنقها اقتصاديا لاجبارها على تخفيف موقفها في اتفاق الحديدة ومواقف اخرى كانت مثار خلاف بينها وبين ابوظبي. وكانت الشركة اليمنية للاستثمارات النفطية العاملة في المنطقة، قالت الاثنين بان مسلحين فجروا أنبوب النفط الخام في منطقة "لماطر" بمديرية الروضة. وأضافت الشركة، في بيان لها أن التفجير أدى إلى تسرب كمية كبيرة من النفط ما نتج عنه توقف ضخ النفط الخام من محطة الضخ الرئيسية. وأضاف البيان أنه تم منع فريق الصيانة من النزول لموقع التفجير من قبل قوات النخبة الموالية للمجلس الانتقالي. وتقوم شركة (OMV) النمساوية بإنتاج قرابة 15 ألف برميل نفط من حقول "العقلة" و"غرب عياد" بمحافظة شبوة، وتصدرها عبر ميناء "النشيمة" على البحر العربي في المحافظة نفسها. وأشار البيان إلى أن هذا هو التفجير الثاني خلال أسبوعين حيث شهدت مديرية رضوم تفجيرا مماثلا في الحادي عشر من شهر يونيو الجاري. واعقب تفجير (رضوم) هجوم لمسلحين من المجلس الانتقالي على قوات تابعة للجيش الوطني مكلفة بحماية انبوب النفط الخام في منطقة المروحة بمديرية جرذان اسفر عن اصابة 3 جنود من الجيش الوطني، قبل ان تتدخل وساطة قبلية انهت التوتر العسكري و اجبرت مسلحي الانتقالي على الانسحاب من المنطقة. ووصف محافظ شبوة محمد صالح بن عديو تخريب أنبوب النفط بأنه استهداف مباشر للمواطن ومصلحته وللمحافظة وتنميتها. مشيرا في تغريدة له على تويتر الى أن حصة المحافظة من عائدات النفط يتم تحويلها إلى مشاريع تنموية تعود بالنفع على ابنائها وهذا العمل التخريبي هو رسالة استهداف واضحة لشبوة واضرار بها. وكانت اللجنة الامنية في المحافظة استعرضت في اجتماعها السبت سلسلة من الأحداث والاختلالات الأمنية منذ قيام مليشيات تابعة للمجلس الانتقالي باستحداث معسكرات ومواقع وتدريب مجاميع وإعاقة عمل الشركات النفطية وتعريض مصالح المحافظة وأمنها للخطر. وحيت اللجنة الأمنية منتسبي القوات والمسلحة والأمن على تحليهم بالشجاعة والمسؤولية وضبط النفس والجهود الخيرة التي بذلت لنزع فتيل هذه الأزمة وحقن الدماء وتفويت الفرصة على كل متربص بالمحافظة. و في تأكيد بأن المجلس الانتقالي بات أداة للفوضى يستمر في مخططات اسقاط المدن كما في سقطرى وحضرموت وعدن، وعرقلة جهود التنمية و تدمير مؤسسات الدولة في مسار لا يشبه مطلقا شعار (استعادة الدولة) ولا سير حركات التحرر التي حافظت على بلدانها من خطر التدمير والعبث بمقدراتها.
إضافة تعليق