وانا اتصفح وسائل التواصل الاجتماعي اليوم - صادفت مقطع فيديو يوثق اجزاء من حفل تخرج الدفعة الأولى من قوات أمن المنشآت وحماية الشخصيات الذي شهده محافظ محافظة المهرة الشيخ راجح سعيد باكريت أمس السبت بمدينة (الغيضة) - وبصراحة اقول: مشاهد مهيبة وعظيمة ومبهرة أعادتني بالذاكرة للوراء عقد ونيف من الزمن، أحسست وانا اتأملها بشعر رأسي يقف، وضربات قلبي تتسارع، وتملكتني رغبة في البكاء على يمننا هذا الذي كان مصدر فخرنا واعتزازنا وهيبتنا، وكيف عصفت به الأهواء اليوم؟!. ولعل اهم ما أثار انتباهي وأجج شجوني في ذلك الحفل هو مشهد العرض العسكري للجنود وهم يجوبون الميدان على انغام الموسيقى العسكرية، مستعرضين مهاراتهم القتالية، بخطواته عسكرية منتظمة وبالمركبات ايضا، رافعين العلم الوطني (علم دولة الوحدة) وصور فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي - وذلك في مشهد مهيب ورائع قلما نجد له مثيلا في وقتنا هذا الذي تعددت فيه الجيوش والتشكيلات العسكرية، وتكاثرت المليشيات، وتباينت الولاءات، ليصبح اغلبها ان لم نقل كلها يشكل خطرا محدقا على الوطن اكثر من كونه حاميا وحارسا له. أما الجميل في الأمر هو موقف المحافظ الشاب الشيخ راجح باكريت الذي ظل واقفا طيلة مدة العرض العسكري يُحيي اولئك الابطال، وعلامات الزهو والفخر ظاهرة على محياه، وهو ما يشعرك وأنت تتأمله بأنك امام قامة وطنية وفية ومخلصة لوطنها وأمتها، ورجل دولة من الطراز الأول، وبالفعل هو كذلك فما حققه للمهرة وابناءها من انجازات وخدمات خلال اقل من عامين من توليه قيادة المحافظة يجعل منه شخصية وطنية استثنائية تستحق ان نفاخر بها ونكرمها وندعمها ونساندها ونتخذها قدوة ومثلا اعلى. دون غيره استطاع المحافظ راجح باكريت - أن يجعل من المهرة انموذج للمحافظة الوحدوية الحقيقية الآمنة المسالمة التي تنتفي وتغيب فيها كل مظاهر الفوضى والملشنة والانقسامات والعبث، كما تغيب فيها كل نزعات التطرف والمذهبية والعنصرية والمناطقية وغيرها .. وبفضل جهود وحكمة هذا الرجل صارت المهرة حاضنة لكل اليمنيين بمختلف توجهاتهم، وفيها وحدها دون سواها من المحافظات يشعر المواطن اليمني وهو يتجول في شوارعها ومديرياتها أنه في بلده ووطنه آمنا مطمئنا، لا يساوره اي قلق او خوف من ان يتعرض للنهب او المساءلة او الاعتقال والتعذيب فقط لأنه ينتمي لمحافظة أخرى، كما هو حاصل في اغلب المحافظات اليوم الشمالية منها والحنوبية على السواء. وللأمانة والتاريخ نعترف أن المحافظ راجح باكريت إستطاع من خلال نشاطة المستمر ومواقفه وانجازاته وكل نجاحاته، وحبه لوطنه وتفانيه في خدمته، ووفائه لقيادته السياسية، وخدمة كل ابناء جلدته - أن يجبرنا نحن المهريين جميعا بل وكل اليمنيين الشرفاء على حبه، ويتجلى ذلك بوضوح من خلال الوقفة الجادة التي يبديها كافة ابناء المهرة اليوم الى جوار هذا القائد، الى جانب مساندتهم ومؤازرتهم وتأييدهم لكل خطواته ومواقفه وقراراته، رغم الاغراءات التي قدمت وتقدم للكثيرين منهم من بعض الجهات والاطراف من العملاء ودعاة الفوضى بهدف زعزعة الامن وشق الصف المهري والتي قابلوها جميعا بالرفض وآثروا الوقوف الى جانب محافظهم الناجح في السراء والضراء. ما يثير الاسغراب ويستدعي الحزن والأسى هو الموقف العدائي وغير المبرر الذي انتهجته الحكومة الشرعية مؤخرا تجاه المهرة ومحافظها، والمتمثل في سعيها وبكل اصرار لمصادرة ايرادات المحافظة، بهدف عرقلة جهود وانشطة ومواقف المحافظ والسلطة المحلية بشكل عام، على الرغم من ادراكها لضخامة الاحتياجات والمتطلبات والالتزامات الملقاه على كاهل قيادة المحافظة اليوم والتي يأتي في مقدمتها معالجة آثار اعصاري (لبان وماكونو)، الى جانب ما تواجهه قيادة المحافظة من اخطار وتحديات تتهدد امنها واستقرارها ولحمتها الاجتماعية، وولاءها وتبعيتها للقيادة السياسية الشرعية. حقيقة لا ندري بأي عقلية تفكر هذه الحكومة، وماهي الاهداف الخفية التي تسعى لتحقيقها من خلال هكذا موقف، ففي الوقت الذي كنا نحن ابناء المهرة ننتظر منها مكافأة المحافظ باكريت، والقيام بدعمه ومساندته لمواصلة مسيرة عطائه ونجاحاته تلك نفاجأ بها تسعى لعرقلة جهوده، وكأنها تقول لنا بهذا الموقف نريد للمهرة ان تحذو حذو بقية المحافظات والمناطق التي خرجت عن طوع الشرعية، والتي لم يعد للحكومة فيها من مكان او سلطة سوى الشعارات الشكلية - والسؤال الخطير الذي يطرح نفسه هنا هو: لصالح من تعمل هذه الحكومة؟! ومن تخدم؟! ولماذا محافظة المهرة بالذات؟ ثم لماذا في هذا الوقت بالتحديد الذي كثر وتعدد فيه المتربصين والمتآمرين والعملاء؟! هذه الأسئلة نضعها على طاولة فخامة رئيس الجمهورية آملين منه الاجابة.
إضافة تعليق