واصلت قوات الجيش اليمني أمس مطاردة الجيوب الحوثية في مدينة حرض الحدودية (شمال غرب) بعد إحكام الخناق عليها، في وقت تكبدت فيه الميليشيات خسائر ضخمة في مديرية كتاف شمال صعدة.
في سياق ميداني متصل، صعدت الميليشيات الموالية لإيران من هجماتها في محافظة الحديدة الساحلية (غرب) في الأيام الماضية ما أدى إلى مقتل وجرح مدنيين وتدمير مبانٍ صناعية.
جاء ذلك في الوقت الذي أعلن الجيش الوطني في محافظة صعدة، معقل ميليشيات الحوثي الانقلابية، مقتل عناصر من حزب الله اللبناني في جبهة كتاف، شرق صنعاء، تقاتل إلى جانب الانقلابيين، علاوة على مقتل قيادي حوثي بغارة للتحالف استهدفت غرفة عمليات في حجة، حيث يواصل الجيش عملياته العسكرية في مديرية حرض، مع ارتفاع عدد أسرى الانقلابيين إلى 20 متمرداً.
وفي بيان لقيادة محور كتاف العسكري، نشره مركزه الإعلامي، الأحد، أكد «مصرع عدد من العناصر الإرهابية التابعة لحزب الله اللبناني في مواجهات وادي آل بو جبارة في مديرية كتاف بمحافظة صعدة، وذلك أثناء المواجهات الأخيرة بين القوات الحكومية والميليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة إيرانياً».
وقالت القيادة إنه «وصلت إلى محور كتاف بمحافظة صعدة دفعة جديدة من التعزيزات العسكرية إضافة إلى تعزيزات أخرى كانت قد وصلت إلى المنطقة بعد معارك عنيفة بين القوات الحكومية بقيادة اللواء رداد الهاشمي والميليشيات الحوثية الانقلابية خلال هذا الأسبوع.
وأسفرت المعارك وفق البيان «عن سقوط أعداد هائلة من القتلى والجرحى من الحوثيين ومن القيادات الميدانية التابعة لهم وعلى رأسهم العميد أمين حميد الحميري قائد محور صعدة المعين من قبل زعيم المتمردين الحوثيين عبد الملك الحوثي».
وفي حجة، تواصلت المعارك العنيفة بين الجيش الوطني وميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، في مديرية حرض وسط تقدم الجيش الوطني وتكبيد الانقلابيين الخسائر البشرية والمادية الكبيرة في معاركهم مع الجيش وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية المساندة للجيش اليمني، علاوة على أسر عدد من الانقلابيين.
وأعلنت المنطقة الخامسة ارتفاع عدد أسرى الميليشيات إلى 20 انقلابيا، خلال ثلاثة أيام من المعارك، فيما يواصل الجيش عملياته العسكرية في محيط مدينة حرض الحدودية.
ونقل مركز إعلام المنطقة الخامسة عن مصدر عسكري تأكيده أن «وحدات من الجيش الوطني تعمل على تأمين القرى والمزارع المحيطة بمدينة حرض المحررة حديثاً، بالإضافة لتمشيط وانتزاع حقول الألغام التي خلفتها الميليشيا الحوثية الإرهابية».
وذكر أن «عدد أسرى الميليشيات ارتفع إلى 20 عنصراً بينهم قيادات ميدانية»، وأن «مقاتلات التحالف شنت عدة غارات جوية استهدفت تعزيزات للميليشيا بمدينة حرض، كانت قدمت إلى المدينة».
وكان الجيش الوطني بالمنطقة العسكرية الخامسة قد حرر خلال اليومين الماضيين، قرى بني هلال والراكب والعسيلة وقرى أخرى متاخمة لمدينة حرض، واغتنم عددا من الآليات والقطع العسكرية.
وقال الجيش الوطني، عبر موقعه الرسمي «سبتمبر. نت» إن «مقاتلات تحالف دعم الشرعية شنت، السبت، غارات جوية على مواقع وتجمعات لميليشيات الحوثي المتمردة المدعومة من إيران، في مديرية عبس، غرب حجة، وطالت الغارات الجوية غرفة عمليات لميليشيات الحوثي المتمردة في منطقة البداح، ما أسفر عن مصرع القيادي الحوثي المدعو أبو الكرار، وجرح عدد آخر، بالإضافة إلى تدمير غرفة العمليات بالكامل».
وبالعودة إلى محافظة الحديدة الساحلية، استهدفت ميليشيات الحوثي أمس مواقع القوات المشتركة شمال مديرية حيس جنوب الحديدة مستخدمة القذائف المدفعية الثقيلة والأسلحة المختلفة.
وأفادت مصادر عسكرية ميدانية في حيس بأن الميليشيات أطلقت قذائف المدفعية صوب مواقع القوات المشتركة، حيث سقط عدد من قذائف الهاون بالقرب من المواقع شمال المديرية.
وفي السياق، أفادت مصادر محلية عن قيام الميليشيات الحوثية باستهداف الأحياء السكنية في مدينة حيس بشكل مكثف وعنيف وخلفت حالة من الخوف والرعب في صفوف السكان، وفق ما ذكره الموقع الرسمي لألوية العمالقة الحكومية.
وذكر الموقع أن الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة واصلت إتلاف كميات من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها ميليشيات الحوثي الإرهابية بعد تفكيكها ونزعها من منطقة المسنا جنوب مدينة الحديدة.
وتحدثت مصادر في الفرق الهندسية أن الفرق تمكنت من تفكيك ونزع كمية الألغام والمتفجرات والعبوات الناسفة من منطقة المسنا التابعة لمديرية الحالي ليتم تفجيرها في منطقة غليفقة التابعة لمديرية الدريهمي.
وأضافت المصادر أن تلك الأعداد الكبيرة من الألغام والعبوات المختلفة قامت ميليشيات الحوثي بزرعها في المنطقة في وقت سابق وكانت تهدد حياة المواطنين، فيما لا يزال العمل جارياً لاستكمال نزع الألغام المتبقية بالمنطقة.
وكانت مصادر محلية أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن «ميليشيات الانقلاب كثفت قصفها على مواقع القوات المشتركة في مدينة الحديدة والأحياء السكنية المحررة، وبشكل أعنف على مواقع القوات شرق المدينة، حيث تركز القصف على مواقع القوات القريبة من مستشفى 22 مايو، الذي استهدفته عدة مرات، وجوار كلية الهندسة، وكذا المنفذ الشرقي لمدينة الحديدة بمنطقة كيلو 16».
واستهدفت ميليشيات الانقلاب، صباح الاثنين، مواقع القوات المشتركة في التحيتا وحيس، جنوب المدينة، بمختلف الأسلحة، بالتزامن مع استهداف أحياء سكنية في مدينة حيس مخلفة حالة من الرعب والخوف بين السكان، سواء النساء والأطفال، بعد سقوط عدد من القذائف على منازل المواطنين وألحقت بها أضرارا بالغة.
وقتل 4 مدنيين (رجل وزوجته وطفلتان)، السبت، بلغم حوثي زرعته ميليشيات الحوثي الانقلابية في منطقة الطائف بمديرية الدريهمي، جنوب المدينة، بحسب ما أفادت به مصادر نقل عنها موقع الجيش، إذ قالت إن «المواطن ماجد ريب وزوجته وطفلتين قتلوا جراء انفجار اللغم الحوثي في قرية المرايبة شرق منطقة الطائف»، موضحة أن «الطفلتين من أقارب الشاب ماجد، كانتا في زيارة لمنزله».
وكان أصيب خمسة عمال بقصف حوثي، السبت، على مصنع مجمع إخوان ثابت، وذلك في إطار استمرار ميليشيات الحوثي الانقلابية من تصعيدها العسكري وخرقها للهدنة الأممية من خلال القصف المستمر على القوات المشتركة من الجيش الوطني والأحياء السكنية المحررة في مدينة الحديدة وعدد من القرى الجنوبية في حيس والدريهمي والتحيتا.
وذكرت مصادر محلية أن «القصف الحوثي على مجمع إخوان ثابت خلف خمسة جرحى في صفوف العمال باستهداف حوثي استهدف محطة التحلية في المصنع وألحق أضرارا كبيرة بها، وأنه تم نقل العمال إلى المستشفى الميداني في الدريهمي لتلقي الإسعافات الأولية حيث وصفت حالة بعضهم بالخطيرة».
وأشارت إلى أن «عددا من القذائف سقطت، أيضا، في مصنع المواد الكرتونية، مما أدى إلى اندلاع حرائق وخسائر مادية كبيرة في المصنع وعطّل خطوط الإنتاج فيه».
وقالت قوات ألوية العمالقة، المرابطة في جبهة الساحل الغربي، إن «ميليشيات الحوثي الانقلابية رفعت من وتيرة القصف العشوائي خلال فترة الهدنة على الأحياء السكنية في مدينة حيس، جنوب الحديدة، غرب اليمن، خلال فترة الهدنة»، وإن «القصف الذي تشنه الميليشيات بشكل عشوائي وعنيف لم يتوقف يوماً منذ عدة أشهر مستخدمة قذائف الهاون وطال الأحياء السكنية والأسواق العامة ومزارع المواطنين».