كتبه/عماد الديني تصر بعض القوى السياسية الجنوبية، مع الأسف الشديد، وعبر قيادات حضرمية- مازلنا نكن لها الحب والتقدير والاحترام -على إقحام حضرموت في أتون الصراعات السياسية والعسكرية الدائرة في الجنوب وبقية المناطق الملتهبة شمالا وغربا، واغراق الحضارم في مستنقع فوضى الفعاليات السياسية الغير بناءة والهادفة لنقل حمى الصراعات المحتدمة جنوبا، إلى حضرموت الأمن والاستقرار والتنمية ، ومحاولة فرزها وكانها تقف مع طرف سياسي معين او تصطف إلى جانبه، خلافا لواقع مصلحة الحضارم وحقيقة انحيازهم وقيادتهم إلى جانب استراتيجية تحييد حضرموت عن أي صراعات عسكرية او تخندق سياسي في هذه المرحلة الأخطر من تاريخنا اليمني المعاصر. والمؤسف أكثر إصرار أولئك على احراج القيادة الحضرمية مع الحضارم اولا ومع التحالف ثانيا الذي سبق وأن أكد لقيادة حضرموت احترامه لخيارهم الوطني بتحييد محافظتهم الآمنة المستقرة عن اي صراعات مدمرة جارية هنا أو هناك. وبالتالي فإن كل حضرمي يسعى اليوم خلاف ذلك او يقبل ان يكون أداة بيد اي جهة تحاول تدمير حضرموت ونقل ساحة معاركها السياسية أو العسكرية إليها، وتعكير صفو امنها واستقرارها،يجب ان يواجه بأقوى ردة فعل حضرمي رافض له ولمشاريعه الهدامة، وخطواته التعطيلية على حساب استحقاقات الحضارم وامنهم واستقرارهم الاستثنائي في كل أنحاء الوطن المدمر بنيران الصراعات المحتدمة. ولعل إصرار الاخوة في قيادة الإنتقالي الجنوبي بالساحل الحضرمي، على تنطيم فعالية للمجلس الخميس المقبل، بالمكلا - تزامنا مع مهرجان المجلس بعدن ومحاكاة لواقع الحال المختلف هناك عن واقع حضرموت المغاير وخلافا للتعميم الأمني الاستثنائي السابق بعدم امكانية السماح بتنظيم اي تجمعات او فعاليات سياسية في هذه المرحلة الحساسة بحضرموت إلا بإذن امني مسبق مشفوع بمبررات وطنية معقولة - خير شاهد على كل ما اسلفنا قوله بهذا الصدد والذي قد يدفع قيادتنا الحضرمية إلى اتخاذ قرار منع إقامة مثل هذه الفعاليات كونها لاتسمن الحضارم ولا تؤمنهم من خوف ولايمكنها ان تقيهم من شر المتربصين بهم والمتحينيين للحظة المناسبة لاعادة تفعيل اعمالهم الإجرامية القذرة في مناطق الساحل المنتزع من تلك المجاميع الإرهابية بالقوة قبل ثلاثة أعوام فقط. ولعل مايمنح القيادة الحضرمية الحكيمة التي تحاول الوقوف اليوم على حد سواء وعلى مسافة وطنية واحدة مع كل القوى السياسية والقيادات الحكومية، حق رفض اي فعاليات او تجمعات سياسية بحضرموت اليوم، نظرا للاعتبارات السياسية المتمثل اهمها بالتوقيت غير المناسب أمنيا وسياسيا لإقامة اي فعالية، كونها تعرض امن واستقرار حضرموت لمخاطر الجماعات الإرهابية والخلايا التخريبية التي ماتزال تتربص بحضرموت واهلها،ونتيجة لسوء توقيت الفعالية الانتقالية الحضرمية المرتقبة التي تأتي أيضا في وقت لاتزال فيه الأصوات الحضرمية وكل العقلاء والسياسين الناضجين وطنيا يصرون على ضرورة الحفاظ على المكتسبات الأمنية والانجازات التنموية التي تحققت للحضارم خلال السنوات القليلة الماضية ودعم واسناد القيادة الحضرمية لمواصلة السير نحو تحقيق المزيد من الخدمات وجهود التطبيع الخدماتي للكهرباء والماء والصرف الصحي والتعليم والصحة وغيرها من الخدمات الأساسية التي تلبي آمال الشعب الحضرمي المظلوم من أبسط حقوقه طيلة عقود ماضية. وختاماً.. نأمل من قيادة الإنتقالي الموقرة، الاحتكام للغة العقل والمنطق واحترام مصلحة الحضارم وموقفهم َوخياراتهم الحاسمة أسوة بالتحالف وعدم اختبار صبر قيادتهم كثيرا لأن مردود ذلك سيكون وبالا على الإنتقالي أكثر من غيره، فحضرموت وأهلها أصحاب موقف وطني يعرفه القاصي والداني ولايحتاج لمن يأتي اليوم ليستفزهم بإعلان مواقفهم الوطنية المشرفة دوما او الإفصاح الإعلامي عن تأييديهم لطرف على حساب آخر. فتصارعوا كيفما شئتم واحتشدوا في اي مكان أردتم واتركوا حضرموت لأهلها وأمنها وسلمها ودعوها تواصل مسيرة بناء ماحرمت منه عقود ماضية.
إضافة تعليق