قالت وكالة رويترز، نقلاً عن ثلاثة مصادر مطلعة، إن القوات السعودية تولت السيطرة على مدينة عدن في جنوب اليمن في إطار جهود لإنهاء صراع على السلطة بين الحكومة اليمنية المدعومة من الرياض والانفصاليين الجنوبيين المدعومين من أبوظبي. وفي أواخر الأسبوع الماضي بدأت الإمارات، شريكة السعودية الرئيسية في التحالف الداعم للشرعية، في سحب قواتها المتمركزة في قاعدة العند بمحافظة لحج، والمقر الرئيسي للتحالف في قاعدة البريقة الساحلية، حيث غادرة سفينة محملة بالجنود والعتاد الثقيل ميناء الزيت غربي مدينة عدن يوم الخميس، وفق ما أفاد مصدر عسكري لـ"المصدر أونلاين". وقال مسؤولان يمنيان لرويترز إن السعودية نشرت الأسبوع الماضي المزيد من القوات لتحل محل القوات الإماراتية في مطار عدن وفي القواعد العسكرية بالمدينة. وذكر مصدران مطلعان آخران أن قائدا سعوديا تسلم رسميا المهام هناك الأسبوع الماضي مما يسمح له بالإشراف على الأمن في المدينة وضواحيها. وتسيطر الإمارات، منذ تحرير عدن على معظم المناطق الجنوبية، ويتحكم قائد قواتها بالملفات الأمنية والعسكرية من قاعدة البريقة، ويشكك مسؤولون في الحكومة في حقيقة الانسحاب الإماراتي، كون سيطرة أبوظبي ستظل مستمرة عبر التشكيلات المسلحة المدربة والممولة منها. ولم يصدر عن التحالف والحكومة الإماراتية والمجلس الانتقالي والحكومة اليمنية، أي تعليقات بخصوص تسلم السعودية مهام الأمن في عدن. وفي أغسطس/آب انقلب المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تدعم الإمارات مساعيه للانفصال بجنوب اليمن، على حكومة الرئيس هادي وسيطر على عدن التي اتخذتها حكومته مقرا مؤقتا لها مما تسبب في اندلاع اشتباكات أوسع نطاقا فتحت جبهة جديدة في الحرب. وتستضيف السعودية محادثات غير مباشرة منذ شهر بين الحكومة اليمنية والانتقالي الجنوبي. وقالت المصادر إن الجانبين يوشكان على الاتفاق على مقترح سعودي يمنح المجلس الانتقالي الجنوبي مناصب في مجلس الوزراء ويضع قوات الانفصاليين تحت أمرة الحكومة اليمنية. ونشرت وسائل إعلام عربية ترسيات لما قالت إنها مسودة اتفاق قدمتها السعودية، وتتضمن تشكيل حكومة وحدة مناصفة بين شمال اليمن وجنوبه على أن يتولى الرئيس عبد ربه منصور هادي تعيين رئيس الحكومة ووزراء الحقائب السيادية. كما تتضمن المسودة دمج التشكيلات العسكرية والأمنية التابعة للانتقالي في هياكل وزارتي الدفاع والداخلية، وقيام السعودية بالإشراف على هيكلة قوات الأمن وإنشاء قوة أمنية محايدة لتشرف على الانتقال، بالإضافة إلى استيعاب المجلس الانتقالي ومكونات جنوبية في الحكومة والسلطة المحلية. ورفض مصدر حكومي السبت، التعليق على البنود التي تضمنتها المسودة المسربة، وقال لـ"المصدر أونلاين" إن "غالبيتها غير صحيح". وفي خطابه بمناسبة عيد 14 أكتوبر، الثورة في جنوب اليمن، خلى خطاب الرئيس من أي اتهام أواشارة إلى الإمارات ووجه دعوة لمخدوعين بالانقلاب في عدن للعودة إلى جادة الصواب، لكنه أكد أن مشاريع التقسيم والوصاية والانتقاص من السيادة والارض اليمنية لا يمكن القبول بها. وأشاد هادي في خطابه بجهود السعودية، كما ألمح إلى عودة الشرعية ومؤسسات الدولة إلى عدن، وقال إنه وجه بضم التشكيلات المسلحة في الداخلية والدفاع، وهي أحدى البنود التي ذكرتها التسريبات عن المقترحات السعودية. وكانت مصادر عسكرية تحدثت لـ"المصدر أونلاين" عن وصول قوات كبيرة من الحماية الرئاسية إلى بلدة شقرة في أبين، وذكر مصدر أن تلك القوات تأتي في إطار التهدئة وترتيب الوضع العسكري والسياسي في محافظات الجنوب، لإبرام اتفاق يعالج الاحداث في جنوب اليمن بتوافق سعودي إماراتي يمني.
إضافة تعليق