غياب الدولة لاينعكس فقط على بروز ظاهرة الفلتان الأمني التي يعيشها الوادي وتتجلى بشكل بارز في انتشار جرائم القتل والسطو والتقطع وسرقة الدراجات النارية والسيارات ، التي طالما تحدثنا عنها في مواضيع سابقة من دون أن نحس ويحس معنا جميع أبناء هذا الوادي ، أنَّ هناك إجراءات جدية لمعالجة القضايا الأمنية من قبل الجهات المختصة ، ولكن الأخطر من ذلك كله والذي يهدد الشباب في هذا الوادي ثروة الأمة وعماد نهضتها وتقدمها ، هو انتشار ظاهرة الأمراض الجنسية بين صفوف الطلاب والشباب وإن بشكل محدود .
هذا ماأكده لنا مالكو بعض المختبرات الصحية المنتشرة في مدينة سيؤن ، حيث وردت إليهم بعض من هذه الحالات ، ومعروف جدا سبب انتشار هذه الظاهرة الخطيرة ، هو ممارسة العلاقات الجنسية المحرمة خارج الزواج الشرعي ، أو اللواط ، والمغريات كثيرة في ظل الغياب الكامل لدور الدولة ، احتضان الوادي كثير من الوافدين إليه من القرن الأفريقي ، ومن سوريا ، ومن بعض المحافظات نتجة لظروف الحرب ، والبعض منهم للتسول ، والتجوال في الأسواق للتسول للشابات بشكل يثير الفتنة ، يجعل كثيراً من الشباب الذين حرموا من نعمة الزواج بفعل الظروف الصعبة التي يعيشونها وعدم قدرتهم على دفع تكاليفه الباهضة ، وغياب الوازع الديني لديهم ، يقعون في الفتنة وفي شراك العلاقات المحرمة مع بائعات الهوى ، أو في ممارسة اللواط ، بل الأخطر من ذلك هو أن تكون هناك شبكة منظمة تدير هذه الأعمال على غرار عمليات التسول ، حيث توجد شقق مخصصة لهذه الأعمال الدنيئة يقوم باستئجارها أناس غير معروفين بغرض السكن ، وبالتأكيد فهم ليسوا من أبناء حضرموت ، كما أفصح عنه بعض المصابين ، تنتشر هذه الشقق في أنحاء مختلفة من أحياء المدينة .
للأسف الشديد في ظل غياب الدولة بمؤسساتها الأمنية والعسكرية ورقابتها ، تنشط الجريمة دائماً بأشكالها المختلفة من قتل وسرقة وعلاقات محرمة ، وانتشار المخدرات وغيرها .... ، ومايقلقنا حقاً في أن تكون هذه الظاهرة ممنهجة وموجهة ، الهدف منها تدمير المجتمع الحضرمي وقيمه الذي ظل متمسكا بها ومحافظاً عليها ، وإلهاء الشباب بأنفسهم وإفسادهم حتى لايلتفتوا للشأن العام وماتعانيه المحافظة من مشكلات ، ونهب للثروة ، وفلتان أمني ، وتآمر في الخفاء يستهدف حضرموت وكيانها الموحد .
لابد من التصدي لهذه الظاهرة ومحاربتها بقوة من قبل الجميع شعبياً ورسميا لخطورتها ، ويأتي في مقدمتهم رجال الدين من دعاة وخطباء مساجد وأئمتها ، ، ورجال فكر وإعلام وثقافة ، وعقال حارات من خلال التدقيق في تأجير البيوت ، وإبلاغ الجهات الأمنية عن أية نشاطات تخل بالشرف بالتعاون مع المواطنين ، وتقع مسؤولية أكبر صحيا على الجهات الصحية لتوعية المواطنين بخطورة هذه الأمراض وانتشارها بين صفوف الشباب .