في هذه المراكز، لا يقتصر العمل على الجانب الطبي فقط، بل يمتد ليشكّل منظومة متكاملة من العطاء، يقودها طاقم إداري وطبي وفني وخدماتي يعملون بروحٍ واحدة، وإخلاص لا يعرف الملل، تقدم المراكز خدماتها يومياً بكل تفانٍ واحتراف، وتبقى أبوابها مفتوحة على مدار 24 ساعة لخدمة الحالات الطارئة.
الطاقم هنا لا يؤدي وظيفة، بل رسالة، يتعامل مع المرضى بقلوب رحيمة، وأيدٍ ماهرة، مستخدمين أحدث الأجهزة والتقنيات المتوفرة في مجال غسيل الكلى، ما يجعل من هذه المراكز بيئة علاجية مميزة تجمع بين الرعاية الطبية والاحتواء الإنساني.
المشهد أشبه بخلية نحلٍ لا تهدأ، حيث يتكاتف الجميع، كلٌّ في مجاله، لتقديم خدمة نوعية تليق بكرامة الإنسان واحتياجه، لتثمر هذه الجهود في نتائج ملموسة، ونجاحات طبية وإدارية يشهد بها كل من زار أو تابع عن كثب.
على مدى أكثر من عشرين عاماً من العمل المتواصل، تكونت في هذه المراكز خبرات نوعية، واستطاعت أن ترسّخ نفسها كأحد النماذج الرائدة في العمل الإنساني والصحي، ليس فقط على مستوى وادي حضرموت، بل على مستوى المحافظات اليمنية الأخرى، وحتى بعض دول الجوار التي تجد في هذه المراكز وجهة علاجية إنسانية موثوقة.
إنه عطاءٌ لا ينضب، وإنجازٌ يستحق الثناء، وجهودٌ تُرفع لها القبعات، في وادي حضرموت، وفي زمن تشتد فيه الحاجة إلى الأمل، تقف مراكز فاطمة بابطين الطبية شاهداً حياً على أن الخير ما زال ممكناً، والإنسانية ما زالت حية.