عقد التجمع اليمني للإصلاح بمديرية تريم، محافظة حضرموت، الملتقى العام لوجهاء وأعيان منطقة دمون، ضمن احتفالاته بالذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس الحزب، وتزامناً مع ذكرى ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين، في إطار تعزيز الشراكة الوطنية وترسيخ قيم التماسك الاجتماعي، ومناقشة أبرز القضايا المحلية التي تهم المنطقة.

وفي مستهل اللقاء، ألقى الأستاذ زكي عمر بامعبد كلمة ترحيبية، عبّر فيها عن اعتزاز الإصلاح بهذا اللقاء الذي يجمع نخبة من وجهاء دمون، داعياً إلى استمرار عقد الجلسات الحوارية لمناقشة القضايا المجتمعية، وتوحيد الجهود نحو حلول واقعية تخدم الأهالي وتعزز الاستقرار المحلي.

من جانبه، ألقى الأستاذ منير أحمد بامحيمود، أمين المكتب التنفيذي للإصلاح بوادي حضرموت والصحراء، كلمةً تناول فيها خطورة المشروع الحوثي المدعوم من إيران على الدولة والمجتمع، مستنكراً ما ترتكبه المليشيا من انتهاكات تمس الثوابت الوطنية وحقوق المواطنين.

وأشار بامحيمود إلى أن ضعف أداء المؤسسات المحلية في توعية المجتمع بخطر المشروع الحوثي يزيد من تحديات المرحلة، داعيًا الخطباء والإعلاميين والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية إلى تعزيز الوعي الشعبي بمخاطر الفكر الطائفي.

وأكد أن مواجهة الحوثي تمثل جوهر المشروع الوطني، وأن إقامة دولة عادلة وقادرة هي الضمان الحقيقي لحماية اليمن وهويته، مستدلاً بتحسن وضع العملة مؤخرًا كمؤشر على فاعلية الدولة حين تتوفر الإرادة والقيادة الجادة.

وفي السياق ذاته، استعرض الأستاذ علي خميس صبيح، أمين عام المجلس المحلي بمديرية تريم وعضو هيئة شورى الإصلاح المحلية بمحافظة حضرموت، أبرز الأنشطة التي نفذها الحزب خلال الفترة الماضية، مؤكداً اهتمام الإصلاح بتأهيل الكوادر القادرة على إدارة منظومة الحكم المحلي ودعم المؤسسات الرسمية من الداخل.

وتحدث صبيح عن الدور الإيجابي للمنظمات في تنفيذ المشاريع الخدمية بالمديرية، ومنها مشروع الطاقة الشمسية الممول من جهة أوروبية، ومشاريع إصلاح سواقي السيول، مشددا على ضرورة نشر الوعي بمخاطر إطلاق النار في المناسبات لما يسببه من خسائر بشرية ومجتمعية جسيمة.

وتخلل الملتقى فقرات شعرية، حيث ألقى الشاعر صالح سعيد التميمي (أبو عمر) قصيدة عن ذكرى تأسيس الإصلاح والثورات الوطنية، فيما ألقى الأستاذ محمد سعيد باصبيح قصيدة مرثاة بعنوان "ثناء ودعاء" في رثاء الفقيد الأستاذ علي عاشور بامعبد، عبّرت عن الوفاء والعرفان لرواد العمل المجتمعي والخيري.

كما شهد اللقاء عدد من المداخلات من وجهاء وأعيان المنطقة، الذين ثمّنوا مبادرة الإصلاح في تعزيز التواصل المجتمعي ومد جسور الحوار، مؤكدين أهمية استمرار مثل هذه اللقاءات لترسيخ روح الشراكة والتكافل وتوحيد الموقف تجاه التحديات الوطنية.

ويأتي هذا الملتقى ضمن جهود التجمع اليمني للإصلاح في تعميق التواصل مع المجتمع وترسيخ ثقافة الحوار والانفتاح على مختلف المكونات، انطلاقا من هويته الداعية إلى الشورى والعدالة والعمل الوطني المسؤول، وحماية النسيج الاجتماعي من مشاريع التطرف والعنف والتفكك.