خطبة عيد الفطر 1434هـ بمصلى العيد بسيئون

الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر ..

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..

﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾

انقضى شهرُ الصيامِ ورحل، واستبشرَ العيدُ السعيدُ وأقبل، وكأنّي بالراحلِ عنّا والمُقبلِ علينا يهتفانِ بنا، فرمضانُ يهتفُ فينا، لقد كنتُ فيكم شهرَ صبرٍ ومجاهدة، جوعٌ وعطشٌ وسهرٌ وطاعاتٌ، وكبتٌ للملذاتِ والشهوات، فاللهَ اللهَ لا يضيعنّ الجهدُ ولا تَخسَرُنّ الحصيلةَ، وتحسّسوا قلوبكم وزاد(التقوى) فيها، فذاك الذي شُرعتُ لأجله، وفُرضتُ عليكم لتستزيدوا منه، فبالتقوى تنالوا رضا ربّكم، وبها تصفو حياتُكم، بها منجاتكم، وبها صلاحكم، وبها يكثرُ الرزقُ والخيرُ ويسودُ الأمنُ بينكم، فتجيبُ هتافه القلوبُ المنكسرةُ لفراقه:

بكتِ القلوبُ على وداعك حرقةً

كيف العيونُ إذا رحلتَ ستفعلُ

ما بالُ شهرِ الصومِ يمضي مسرعاً

وشهورُ باقي العام كم تتمهّلُ

ها قد رحلت أيا حبيبُ، وعمرنا

يمضي ومن يدري أَأَنتَ ستُقْبَلُ

فعساكَ ربي قد قبلتَ صيامنا

وعساكَ كُلَّ قيامنا تتقبَّلُ

أعتقْ رقاباً قد أتتكَ يزيدُها

شوقاً إليكَ فؤادُها المتوكِّلُ

 ويهتفُ العيدُ فينا: ها أنا يومُ الجائزة، ها أنا يوم الفرحة،﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾، فالفائز اليوم من بلغني وقد أكرمه الله برحمته ورضوانه، وشمله بعفوهِ وغفرانه، وبأن يكون في قوائم المعتوقين من عذابه ونيرانه،يهتفُ بنا معشرَ من فاز بتمامِ الشهرِ وصيامه وقيامه:

يا من عبدتم ربكم في شهركم

حتى العبادةَ بالقَبولِ تُكَلَّلُ

لا تهجروا فعلَ العبادةِ بعدَه

فلعلَّ ربي ما عبدتم يقبلُ

الله أكبر .. الله أكبر .. اللهُ أكبر ..

معشرَ المؤمنين ..

لقد شرّفنا اللهُ بفضائلَ عظيمة، كان رمضانُ واحداً منها، ومنها أن جعلنا من خيرِ أمةٍ أُخرجت للناس، من أمةٍ بنيانُها قويٌ متلاحمٌ مرصوص، بنيانُ أمتنا لَبِناتُه المؤمنون لقوله صلى الله عليه وسلم : "المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص ؛ يشد بعضُه بعضا"، وشبّكَ بين أصابِعه، لَبِنَاتُه المسلمونَ الذين تجمعهم الكلمةُ التي لو وزنت بها السماواتُ والأرضُ لوزنتها، الكلمةُ التي بها أصبحنا جميعاً مسلمين، وبها ندخلُ الجنّة آمنين، وبغيرها فلا فلاحَ ولا نجاحَ في دنيا أو دين، تجمعنا شهادةُ ألاّ إلهَ إلاّ الله محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وسلّم، بها أصبحنا إخوةً في الدين، وحُرّمت علينا بها دماؤنا وأموالنا وأعراضنا "إنّ دماءكم وأعراضكم وأموالكم حرامٌ عليكم كحرمةِ يومكم هذا في بلدكم هذا"، الكلمة العظيمة التي بها تآخى المكيُّ والمدني فلا عصبيّةَ مناطقيّة، بها تآخى الأوسيّ والخزرجيّ والقُرشيّ فلا عصبيةَ قبليّة، بها تآخى العربيُّ والفارسيُّ والروميُّ والحبشيُّ فلا عصبيةَ قوميّة، بها تآخى الشرفاءُ والضعفاءُ فلا عصبيةَ عرقيّة سلاليّة،(إنّما المؤمنون إخوة)،أمرٌ أرسى مداميكه وقواعده الحبيب المصطفى وهو يُرسي القواعدَ الصلاب لدولة الإسلام ومجتمع المسلمين، فكانت خطوة المؤاخاةِ بين المهاجرين والأنصار، لذا ما أخطر على المجتمعات المسلمةِ اليومَ من دكِّ قواعدِ الأخوّةِ فيها، من إشاعةِ البغضاءِ والكراهيةِ والأحقادِ بين أبناءِها، لقد صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الشيطانَ قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم" ، يسعى بالخصومة والأحقاد والكراهية بين المسلمين، تارةً يثيرها قبليّة، وتارةً حزبيّة سياسيّة، وتارةً مناطقية، وأخرى سلاليّة أو مذهبيّة، لا يدّخرُ جهداً ولا حيلةً، فلا ترى إلاّ وقد كشّر المسلمُ أنيابَ العداوةِ لأخيه المسلم، وارتفعت الراياتُ يتمترسُ خلفها كلُّ فريقٍ وحزبٍ وفئة، (وكلُّ حزبٍ بما لديهم فرحون)، فصائحٌ يصيح (إصلاحي) وآخر (حراكي) وثالث (سلفي) ورابع (صوفي) وذا (حضرمي) وذا (جنوبي) وذاك (شمالي) وهكذا ...، وتنشبُ المعاركُ كلاماً بل وفعلاً واعتداءاً، تتقطعُ الأواصر، بل ويُعتدى على الأرواحِ والأموالِ والممتلكات، ونفقدُ أخلاقنا وقيمنا، ويضعفُ المجتمع، وبينما نحنُ في صراعاتنا منهمكين منشغلين، تُسلبُ حقوقُنا، وتُنهبُ ثرواتُنا، ويُزعزعُ أمنُنا،فلا نستطيعَ الوقوفَ معاً حتى في أصغر القضايا التي نتفق عليها، فقد أثقلتنا خلافاتُنا والمماحكات والمشاحنات، اليوم أمنُنا مزعزعٌ، ولا نستطيع أن نقفَ يداً واحدة نؤمّن انفسُنا وديارنا ومجتمعنا، لا نستطيع أن نقف معاً لنضغطَ على السلطة كي تقوم بدورها الواجب في حفظ أمن الناس وسلامتهم، سلطةٌ للأسف الشديد تعمل اليومَ بقصدٍ أو بغير قصد على تشويه سمعتنا، سمعة حضرموت الحضارة والعراقة والتاريخ، فها هي المصادر الأمنية المسؤولة تربط إسم (حضرموت) كقرينٍ لانعدام الأمن وتفشّي الإرهاب، في عناوين الأخبار وعلى القنوات والفضائيّات، وكأنهم لا يدركون الضرر البالغَ الذي يحدثونه بهذا الربط على حياتنا ومستقبل أبناءنا وتجارتنا واقتصادنا وسمعتنا ومستقبلنا، حينما يُصبح إسم الحضرميّ الذي عُرِفَ بالعلم والأمانة والصدق وحسن المعاملة، يصبح للأسف بفعلهم رديفاً لمعاني الإرهاب والتطرّف، نلمسُ ذلك في هروب المنظماتِ الدوليّةِ والمانحين من حضرموت بحجّة أن حضرموت منطقة غيرُ آمنة، هاهي قبل يومين شركةٌ بريطانية تُعلن أنها لاتستطيع إيفاد خبرائها إلى حضرموت لأنها غير آمنة، وكأن حضرموت لوحدها أرض التفجيرات والاختطافات، لذا أخاطبُ من هنا رئيس البلاد ورئيس الوزراء ووزير الداخليةِ والدفاع بأن يراجعوا المصادر الأمنيّة المسؤولة التي تُطلق التصريحات الجوفاء، كفاكم تشويهاً لحضرموت وسُمعتها، وتحرّوا الدّقةَ في تصريحاتكم وأخباركم، نقول لهمقبل ذلك قوموا بواجبكم الحقيقي في تأمين الوطنِ والمواطن، نقول لهم كفى من انتهاكٍ لسيادة سماءنا وأرضنا، وكفى من رُعبٍ تبثّه الطائرات بلا طيار بين الناس المسالمين الآمنين الذين لا يدرون أين ومتى ستكون الضحيّة والفريسة التالية لآلة القتل هذه التي تقتلُ خارج النظامِ والقانون،نحنُ المتضررون من زعزعة الأمنِ ومن عجزكم عن القيامِ بواجباتكم،فكم فقدنا في حضرموت من رجالاتٍ ليس أولهم العميد علي سالم العامري، وليس آخرهم اللواء عمر بارشيد ولا العقيد عبدالرحمن باشكيل، فقائمةُ الضحايا طويلة، بينما قائمة الاتهام فارغة ليس فيها متهمٌ واحد، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

لقد وصل الحالُ بنا من شدّة تمترسِ كلٍ منّا خلفَ رايتهِ أننا لم نستطع الوقوفَ معاً صفاً واحداً وصوتاً واحداً مجلجلاً قوياً أمام الكارثةِ التي حلّت بسواحلِنا في المكلا، كارثة التلوّث التي أحدثتها السفينةُ الشمطاء (تشامبيون 1) وتهدد بآثارٍ سلبيةٍ كارثيّةٍ على الصحةِ والبيئة لفترة زمنية طويلة، لم نستطع وقف العبث بثروتنا النفطيّة، لم نستطع وقف تسلّط وتجبّر المتنفذين.

لذا ما أحوجنا اليومَ إلى العودةِ إلى انتماءنا لديننا وهويتنا الإسلاميّة النقيّة، فهي كفيلةٌ بأن تسود بها الأخوةُ بيننا، وبها تتوحد كلمتُنا، ما أحوجنا أن نؤمن ونقتنع أن المجتمع لن ينهضَ بطيفٍ واحد أو لونٍ واحد، (الصوفيّ) سيبقى صوفي، و(السلفي) سيبقى سلفي، و(الإصلاحي) سيبقى إصلاحي، و(الحراكي) سيبقى حراكي، لا حاجة لأحدٍ أن يغيّر اتجاهه وقناعاته، المجتمع مجتمعنا وحضرموت أرضنا، تتسع لنا جميعاً، تنتظر منّا جميعاً أن نقوم بدورنا تجاهها، فلنتنافس في خدمتها بالبرامج والمشاريع، ما أحوجنا إلى العودةِ إلى انتماءِنا لهذه الأرض الحضرميّة الطيّبة، التي خلّف لنا أجدادُنا عليها سُمعةً كالذهب في مشارق الأرضِ ومغاربها، ومدنيةً وتحضراً في الإدارة والحكمِ والقضاء والتربية والتعليم والثقافةِ والأدب والرياضة،ما لا يستحقّ منّا أن نضيّعه في خضمّ خلافاتنا ومماحكاتنا، لذا هي دعوةٌ لكل العقلاء في هذا المجتمع، ووادينا لا يعدمهم، لكل الحكماء وليسوا بالقليلِ بيننا، إلى كل الوجاهاتِ من كل الاتجاهات، مُدّوا أياديكم لبعضٍ، إجلسوا معاً، تحاوروا، استمعوا لبعضكم، ناقشوا همومنا وهمومَ مجتمعِنا، ترفّعوا عن الصغائر، قولوا الحقّ ولا تخافوا في اللهِ لومةَ لائم، إجمعوا كلمةَ الناسِ على الحقّ والخير، فالمشتركُ بيننا كثير، وما نتّفقُ عليه ليس بالقليل، والمسؤولية عليكم كبيرة، فتحركوا وبادروا عسى اللهُ أن يجمعَ بكم كلمتَنا ويوحّدَ بكم صفَّنا ويجدّدَ بكم أخوّتنا ..

أقول ما سمعتم .. واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم ..

الخطبة الثانية:

الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر ..

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..

وفي عيدنا هذا دعونا نتوجهُ برسائلَ قصيرةٍ عاجلة ..

أولاها: إلى السلطةِ في بلادِنا وخاصةً في محافظتِنا ووادينا، نقول أعانكم الله على ما أنتم فيه وكتب لكم الخير والتوفيق والسداد، فما أنتم فيه مغرمٌ لا مغنم، لمن عرفَ معنى المسؤوليةِ وثِقَلِها، وأنها أمانة وأنها يوم القيامةِ خزيٌ وندامة، فاستعينوا بالله وبالصالحين الشرفاء، ووثّقوا صلتكم بالله فهو المعينُ وحده والموفّقُ وحده، واتقوا الله في مصالح المسلمين وشؤونهم فالله مسائلكم عنها، قوموا بمسؤولياتكم في حفظ الأمنِ والأمانِ وسيادةِ القانون، مُدّوا جسور التواصلِ مع كافة الناس على اختلاف توجهاتهم والتحموا بالشعب، إجمعوا الناس حولكم بالصدقِ والخير والحقّ والمعروف.  أوجدوا حلاّ سريعاً لظاهرةٍ أرعبت المواطنين في وادينا من انتشار الكلاب الضالةِ والمسعورة فقد آذت الكثير بل وقتلت البعض منهم.

والرسالةُ الثانية: لشبابِنا المقبلِ على خدمة المجتمعِ والوطن، متسلحاً بالعلم والإيمان والخُلُقِ الحسن، واصل تقدّمك في ميادين العلم، والتقرّب من الله، وزد من انخراطِكَ في العملِ التنموي والعمل التطوعي، فكم يَسعَدُ القلبُ لما يرى من كثرة الملتقيات الشبابيّة وانتشارها في مُدننا وأريافِنا يقومُ بها شبابنا وشاباتنا، ولكن شبابنا .. قد نرى كيف أنكم أصبحتم قادرين على استخدام تقنياتٍ حديثة كالحاسوب والانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، فأنتم الطيفُ الغالبُ فيها، والمستخدِمُ الأبرزُ لها في مجتمعنا،  فالله الله في استخدامها بما يُرضي ربَّكم، الله الله في استخدامها باخلاقنا الاسلاميّة، فكما أنّهلا يجوز في حياتنا اليوميّة الكذبُ والخِداعُ ونشرُ الشائعاتِ والتنابزُ بالألقابِ ونشرُ الفاحشةِ والبذيء من الكلامِ وما يفرّق المجتمع ويشيع الكراهية والخصومة فيه، فإنّه على الصفحات النت والفيس بوك أكثرُ حرمةً كونه يسري بالكذبة والمنكرِ في الآفاق فتبلغ ما لا تبلغه بسواه، فاتقوا اللهَ في استخدام التقنية، ولا تضيّعوا بها أوقاتكم وجهدكم وتفكيركم، واجعلوها طريق خير ووسيلةَ تنمية وإصلاح، لا منبرَ هدمٍ وإفساد.

ورسالتُنا الثالثةُ: لمن خصّهنّ نبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم بنُصحهِ في خُطَبِه فقال لهنّ: (يا معشر النساء تصدّقن، وأكثرنَ من الاستغفار)، ولمن استوصى بهنّ خيراً وأوصى الرجال بهنّ فقال: (إستوصوا بالنساءِ خيرا)، لك يا أمةَ الله أماً وزوجةً وأختاً وبنتاً، وجزاكنّ الله عن الرجال خيراً، فلولا كنّ لما كانوا، ولولاكنّ لما نجحوا، فهنيئاً لكنّ الدور الذي حباكنّ به الله رب العالمين، في تنشأة الأسرة المسلمة والفرد المسلم، تمسكن به وأبدعن فيه، وداومن على الطاعة والبذل في الخير، أطلبن العلم، وشاركنَ في نهضة المجتمعِ وتنميته فأنتنّ شقائق الرجال، والحذر كل الحذر من تزايد الدعوات التي تستهدف النيل من حشمتك وعفّتك وحياءك، ولتعلمي أن الزينةَ زينةُ الدينِ والإيمان، وأنّ الجمالَ جمالُ الروحِ والأخلاق.

الله اكبر .. الله اكبر .. الله أكبر ..

أيها المؤمنون ..

العيد فرصة لتدفق الأمل في قلوب أحبطها اليأس، ونفوس أحاط بها القنوط، لا سيما ونحنُ نرى ما يُصيبُ أمتُنا من استضعافٍ وتآمرٍ وتكالب عليها، برغم ما نرى من حبس الصالحين وإقصاءهم والتضييقِ عليهم وتشويههم، برغم ما نرى من تكالب المال وقوّة السلاح والبطش والسلطة على الصالحين، برغمِ كل ذلك لا زلنا نردد بيقينٍ لا يعتريه شك، (إنّ اللهَ يُدافعُ عن الذين آمنوا) (ولينصرنّ الله من ينصره) (والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناسِ لا يعلمون) (إن الله لا يصلح عمل المفسدين) (لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم) (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)، هي آياتُ الله نتلوها صباحَ مساء، فيها وعد الله لنا بالنصر والتمكين ولو بعد حين، فلا نبتأس ولنثبت ولندعوا لإخواننا المستضعفين في كلّ مكان، فما أحوجهم إلى ذلك، وعسى أن يكون الفرجُ قريبا.

عباد الله ..

ونحن ننفضّ إلى عيدِنا .. فلنعمّق المحبةَ والتآخيي بيننا، لنتغافر ونتسامح، ونتصافح ونهنئ بعضنا، ونصل أرحامنا ونوسّع على أهلنا، وكذا ينبغي ألاّ ننسى من حبسهم العذرُ عن الوقوف معنا وبيننا من القائمين بواجباتهم من رجال الأمن والجيش والمناوبين في مرافقهم ودوائرهم وأعمالهم، وكذا من نسأل الله لهم الشفاء من الممددين على فراش المرض والإعاقة، ومن هم في السجون، ولا ننسى ولن ننسى في عيدنا من نسأل الله أن يتقبلهم عنده شهداء ويغفر لهم ويرحمهم ويخفف عن ذويهم ويلهمهم الصبر والسلوان ويخلف عليهم بالخير، كلِّ من سال دمُه وأزهقت روحه فيما مررنا به من أحداث ..

اللهم تقبّل منّا الصيام والقيام، واكتبنا في عتقائك من النار، اللهم اعد علينا رمضانَ أعواماً عديدة وأزمنةً مديدة في خير ويسر وبركة وعافية يا رب العالمين، اللهم الطف بنا وببلادنا، اللهم ولِّ علينا خيارنا، وعجّل بخيرنا وأمننا واستقرارنا، اللهم الطف بكل إخواننا الفقراء والمساكين والمستضعفين في كل مكانٍ يا رب العالمين، اللهم فرّج عن المسلمين .. اللهم فرّج عن المسلمين .. اللهم فرّج عن المسلمين ..

قوموا إلى عيدكم .. قوموا إلى فرحتكم التي تفضّل ربكم بها عليكم، أصنعوها .. أنشروها .. عيشوا بها ..

تصافحوا .. تعانقوا .. تغافروا .. تسامحوا .. عسى الله أن يغفر لنا ويرحمنا برحمته ..

سبحان ربك رب العزة عمّا يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين ..

خطبة عيد الفطر 1434هـ بمصلى العيد بسيئون

الدكتور / عادل محمد باحميد

 

8/8/2013م

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص