مأساة سالم

حضرموت اليوم / المكلا / بقلم:احمد صلاح باجابر

عندما تكون مشاعر الكراهية والحقد عند الأبوين الرحيمين هي السائدة عندها تبدأ المشاكل ويكون الطلاق هو الحل الحاضر حضور الشيطان .

 

قد يظن الجميع بعد الطلاق أن المشكلة قد انتهت عند هذا الحد ، لكن من هنا تبدأ قصة الطفل سالم .

سالم طفل صغير ذو العشرة أعوام ربما بنفسيته المتعبة كان لا يفقه شيئاً من الحديث الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مروا أولادكم للصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر) من اجل حثهم على الصلاة ، لكن سالماً كان يفقه جيداً أنه كان يتلقى الضرب ليس من اجل الصلاة بل من اجل ذهابه إلى أمه .

 

سالم لم يستطع أن ينضم إلى صفوف الدراسة ولا ممارسة اللعب الطفولي البرئ  ولا حتى النوم بسبب تنقله و ترحاله من بيت لآخر ،  فمرة يكون الانتقال طواعية ومرة بالاختطاف و الإكراه وكثيرة هي طرق انتقاله .

انها مأساه حقيقية لطفل يتساءل الشخص كيف سيكون مستقبله

لم يفكر الأبوان الرحيمان في معاناة ابنهم وإنما استسلموا لوساوس الشيطان و مكره و خداعه الذي يسعى صباح مساء للتفريق بين الزوجين .

 

فيا أيها الأبوين الرحيمين هلا تفكرتما في أن الحياة ليست سعادة دائمة ولا حزن متواصل فلا تجعلوا الطلاق حلاً لمشاكلكم و خلافاتكم  وإنما اسلكوا طريق التدرج .

 

وعودة إلى الطفل سالم المسكين ، فها هو يختطف مجدداً عن طريق أحد أقارب أمه، وفي أثناء وجوده في سيارة مختطفه وفي لحظة غفله من مختطفه يقرر سالم أن يضع حداً لحياته البائسة فيقفز من النافذه و يتردى قتيلا ..

بعض الحلول للمشكلات الزوجية :

 

1-  تفهم الأمر هل هو خلاف أم أنه سوء فهم فقط , فالتعبير عن حقيقة مقصد كل واحد منهما وعما يضايقه بشكل واضح ومباشر يساعد على إزالة سوء الفهم , فلربما أنه لم يكن هنا كخلاف حقيقي وإنما سوء في الفهم

2- الرجوع إلى النفس ومحاسبتها ومعرفة تقصيرها مع ربها الذي هو أعظم وأجل.. وفي هذا تحتقر الخطأ الذي وقع عليك من صاحبك

3- معرفة أنه لم ينزل بلاء إلا بذنب وأن من البلاء الخلاف مع من تحب . وقد قال محمد بن سيرين إني لأعرف معصيتي في خلق زوجتي ودابتي .

4- تطويق الخلاف وحصره من أن ينتشر بين الناس أو يخرج عن حدود أصحاب الشأن . 5- تحديد موضع النزاع والتركيز عليه , وعدم الخروج عنه بذكر أخطاء أو تجاوزات سابقة , أو فتح ملفات قديمة ففي هذا توسيع لنطاق الخلاف .

6- أن يتحدث كل واحد منهما عن المشكلة حسب فهمه لها , ولا يجعل فهمه صواباً غير قابل للخطأ أو أنه حقيقة مسلمة لا تقبل الحوار ولا النقاش , فإن هذا قاتل للحل في مهده .

7- في بدء الحوار يحسن ذكر نقاط الاتفاق فطرح الحسنات والإيجابيات والفضائل عند النقاش مما يرقق القلب ويبعد الشيطان ويقرب وجهات النظر وييسر التنازل عن كثير مما في النفوس , قال تعالى ولا( تنسوا الفضل بينكم ) , فإذا قال أحدهما للآخر أنا لا أنسى فضلك في كذا وكذا , ولم يغب عن بالى تلك الإيجابيات عندك , ولن أتنكر لنقاط الاتفاق فيما بيننا فإن هذا حري بالتنازل عن كثير مما يدور في نفس المتحاور .

8- لا تجعل الحقوق ماثلة دائماً أمام العين , وأخطر من ذلك تضخيم تلك الحقوق أو جعلك حقوقاً ليست واجبة تتأصل في النفس ويتم المطالبة بها

9- الاعتراف بالخطأ عند استبانته وعدم اللجاجة فيه , وأن يكون عند الجانبين من الشجاعة والثقة بالنفس ما يحمله على ذلك , وينبغي للطرف الآخر شكر ذلك وثناؤه عليه لاعترافه بالخطأ فالاعتراف ( بالخطأ خير من التمادي في الباطل ) ، والاعتراف بالخطأ طريق الصواب , فلا يستعمل هذا الاعتراف أداة ضغط بل يعتبره من الجوانب المشرقة المضيئة في العلاقات الزوجية يوضع في سجل الحسنات والفضائل التي يجب ذكرها والتنويه بها .

10- الصبر على الطبائع المتأصلة في المرأة مثل الغيرة كما قال صلى الله عليه وسلم : ( غارت أمكم ) وليكن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في تقدير الظروف والأحوال ومعرفة طبائع النفوس وما لا يمكن التغلب عليه . روى النسائي وأبو داود و الترمذي عن عائشة قالت : ما رأيت صانعة طعام مثل صفية أهدت النبي صلى الله عليه وسلم إناء فيه طعام فما ملكت نفسي أن كسرته ، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن كفارته فقال : " إناء كإناء وطعام كطعام .

11- الرضا بما قسم الله تعلى فإن رأت الزوجة خيراً حمدت الله , وإن رأت غير ذلك قالت كل الرجال هكذا , وأن يعلم الرجل أنه ليس الوحيد في مثل هذه المشكلات واختلاف وجهات النظر

12- لا يبادر في حل الخلاف وقت الغضب , وإنما يتريث فيها حتى تهدأ النفوس ، وتبرد الأعصاب , فإن الحل في مثل هذه الحال كثيراً ما يكون متشنجاً بعيداً عن الصواب .

 

13- التنازل عن بعض الحقوق فإنه من الصعب جداً حل الخلاف إذا تشبث كل من الطرفين بجميع حقوقه

14- التكيف مع جميع الظروف والأحوال , فيجب أن يكون كل واحد من الزوجين هادئاً غير متهور ولا متعجل , ولا متأفف ولا متضجر , فالهدوء وعدم التعجل والتهور

من أفضل مناخات الرؤية الصحيحة والنظرة الصائبة للمشكلة

15- يجب أن يعلم و يستيقن الزوجان بأن المال ليس سبباً للسعادة ، وليس النجاح في الدور والقصور والسير أمام الخدم والحشم , وإنما النجاح في الحياة الهادئة السليمة من القلق البعيدة من الطمع .

16- غض الطرف عن الهفوة والزلة والخطأ غير المقصود : من الذي مـا ساء قط  ومن لـه الحسنى فـقط

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص