المجلس الموحد وحراكه الخارجي والداخلي ... (1)

المجلس الموحد وحراكه الخارجي والداخلي ... (1)
الدعوة لتشكيل المجلس والمأمول منه في القادم :


شهدت المحافظات الشرقية مؤخرا حراكا سياسيا سلميا تنافسيا غير مسبوق ، مقابل ما يشبه الركود السياسي في محافظات اخرى، واستثنى من ذلك الحراك السياسي ذا الطابع العسكري في تلك المحافظات الاخرى ، فهو ليس مجال حديثنا ولعل ابرز الاسباب التي اسهمت في هذا الحراك السلمي في المحافظات الشرقية هو التصدي لمعادلة الصراع على استملاك السلطة بين قوى يمنية من جهة ، والسيطرة على الثروة النفطية والمقومات الاخرى التي تتمتع بها هذه المحافظات من جهة أخرى ، وبغض النظر عن الدافع الرئيس أو المحرك الاقوى لهذا الحراك في المحافظات الشرقية ، سواء أكان بإملاءات خارجية اقليمية او دولية او لظروف داخلية انضجتها التجارب المريرة التي مر بها التاريخ السياسي والجغرافي والاجتماعي والاقتصادي لهذه الرقعة الجغرافية . الا انها انضجت بقصد أو بغير قصد اصوات السياسيين في هذه المحافظات وكذا الاكاديميين والشخصيات الاجتماعية وحتى الشارع ، واستثمرت كل تلك الظروف الموضوعية والذاتية التي تشهدها الساحة اليمنية والاقليمية والدولية ، لتصدح تلك الاصوات للتعبير عن آمال لطالما راودت هذه النخب ، ورغبات لطالما تاقت لتحقيقها متمثلة في العدالة والشراكة والندية للأرض والانسان في هذه المساحة الجغرافية، هذه الرقعة التي لطالما حرمت من مطالب وحقوق مشروعة منذ عقود ابان الانظمة السياسية السابقة التي تعاقبت على حكمها ، والتي عانت في ظلها هذه المحافظات من التهميش والاقصاء والمظالم الجمه ليس المجال لذكرها .

فبرزت للعلن هذه الاصوات وهذه الرغبات على شكل مكونات أو مجالس او اطروحات او رؤى سياسية تتنافس في طرح رؤاها ومشاريعها للتعبير عن هذه الارادة الشعبية العميقة والدفينة منذ عقود، وما المجلس الموحد للمحافظات الشرقية الا احد تلك الاشكال لهذا الحراك السياسي السلمي ولكن على مستوى شرق اليمن ، فولد هذا المكون ليوحد صوت تلك المحافظات الاربع والتي تجمعها محاور مشتركة للتعبير عن رؤية سياسية او بالاصح للتأكيد على رؤية سبق طرحها في مؤتمر الحوار الوطني كي ترى النور على ارض الواقع .

فالمأمول من المجلس الموحد للمحافظات الشرقية على المدى القريب لازال الى اليوم في طور التكوين فيفترض به كسب الثقة والتأكيد على انه قد انبثق من ارادة شعبية اولا وقبل كل شيء حتى يكتب له أن يرى النور صحيحا معافا، وهذا على ما يبدو انه ما حصل بالفعل ويستخلص ذلك من خلال البيان الصادر عن هيئته التأسيسية التي ضمت خليط من الشخصيات قاربت 300 شخصية وهي تحمل توجهات مختلفة من كافة الاطياف السياسية والمجتمعية بتلك المحافظات ، ثم بعد ذلك المضي في انجاز اللجنة التحضيرية لمهامها لاستكمال التأسيس للمجلس تمهيدا للشروع في تنفيذ رؤيته ورسالته التي تم الاعلان عنها.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص