أكتوبر ثورة تتجدد للاستاذ / خالد بن شهاب

أكتوبر ثورة تتجدد للاستاذ / خالد بن شهاب

الحمد لله الكريم المنان من علينا بنعمة الاسلام والايمان والامن والسكينة في الاوطان والأمان  والعافية في الابدان نحمده تعالى ونؤمن به ونتوكل عليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له القائل في كتابه ( بلدة طيبة ورب غفور)واشهد ان نبينا محمد اسمع اليه وهو يخاطب وطنه مكه ويقول ( مااطيبك من بلد واحبك الي ولولا ان اهلك اخرجوني منك ماخرجت ) صلى الله  عليه وعلى اله وصحبه من المهاجرين والانصار ومن تبعهم باحسان الى يوم القرار ....

أما بعد ، فاتقوا الله - عباد الله - ؛ فالتقوى وصية ربنا للأولين والآخرين ، { ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله } { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ... } .ثم اما بعد :فياايها المؤمنون :-

نحتفل هذه الايام بذكرى ثورة اكتوبر المجيده وهي ذكرى غالية لكل الاحرار نتذكر هذه الذكرى لنتذكر الماثر العظيمة ونسترجع تلك التضحيات العظيمة لؤلئك الابطال التي قدموها في سبيل حرية الوطن نتذكر هذه الذكرى لنتعلم دروسا في الوطنية وحب الاوطان ...ولنتعلم معاني العزة والكرامة ..واننا لنقف احتراما واكبارا واجلالا لشهدائنا الابرار الاحرار عندما قدموا التضحيات والفداء من اجل تربة هذا الوطن الغالي ..اذا هي ذكرى جهاد وعمل وذكرى صمود وشجاعة وذكرى وطن من لاوطن له لذلك سيكون عنوان هذه الخطبة :حب الوطن انتماء وعطاء .

ايها المؤمنون : لقد جبلت النفوس السليمة على حب بلادها واستقرت الفطرة على الحنين للوطن وقد جاءت الشريعة الغراء تقدر هذا فقال الله ((وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً)، وفي قولِه تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ). ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما سكن المدينة دعا الله ان يحبب اليهم اليهم المدينة فقال ( اللهم حبب الينا المدينه كحبنا لمكة واشد ). ان حب الانسان لوطنه عباد الله :ليحمل عليه ان ياخذ بعوامل العمران والتمكين والحذر من خراب الوطن . وانه لم تعمر الاوطان الا بتقوى الله وبطاعة الله (ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض )فجميعنا يعيش على سفينة هذا الوطن وديننا العظيم قدتجاوز الحدود الجغرافية والاقليمية لانه دين عالمي الف بين الاجناس والالوان والاعراف واللغات فجمع الناس في امة واحدة وهي امة الاسلام ( والف بين قلوبهم لو انفقت ما في الارض جميعا مالفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم ) انه لافرق بين عربي ولااعجمي ولاابيض ولااسود الا بالتقوى ( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) والوطن عباد الله ليس ترابا وماءا وشجرا وحجرا بل هو مع ذلك قيم واخلاق ومبادئ  وتقاليد واعراف حميدة . هذا الوطن مسؤليتنا جميعا حمايته حماية لنا وعزه عز لنا واستقراره استقرارو لنا لاننا جميعا ركاب في سفينة هذا الوطن ,جميع شرائح ومكونات المجتمع فان غرقت هذه السفينة غرقنا جميعا وان نجت نجونا جميعا , لذلك على الحكماء والعقلاء في هذا الوطن وهذا البلد ان لايتركوا العابثين من السفهاء والعابثين بامن الوطن والعابثين باخلاقنا  والنشرين لثقافة الكراهية والبغضاء والشحناء بين افراد المجتمع , فنحن نتعرض وتتعرض اوطاننا للمخاطر مخاطر التفرق والتشرذم والاقتتال ومخاطر سوء الاخلاق , سوء  الاخلاق التي انتشرت اليوم من التقاطع والتدابر والشحناء والبغضاء والله يقول ( واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة )....

عباد الله :- ان حب الوطن ليس مجرد شعارات تقال او اعلام ترفع . حب الوطن فكرة وعقيدة وتربية نفسية , حب الوطن الصادق والانتماء الحقيقي لايكون حب مؤقت بل لابد ان يصاحب الانسان هذا الشعور طوال حياته لذلك عباد الله للمحافظة على على سفينة الوطن : عليك بالمشاركة في تنمية الوطن في كل الجوانب وكل حسب تخصصة فهذا في مدرسته وهذا في مزرعته وفي دكانه وفي سوقه وشارعة وفي وظيفته , فنحن نريد اليوم بناء  الوطن الجديد وذلك من خلال : بناء الفرد المسلم بروح المحبة لابالكراهية بروح التسامح لابالتباغض بروح العلم لابالجهل بروح البناء لا التدمير بروح الوسطية لا بالتشدد والتعصب للراي بروح العقل المبصر لا العاطفة العمياء بروح القبول بالاخرين لا بالاقصاء وتبادل الاتهامات , وبعد بناء الفرد المسلم ناخذ بعوامل التمكين ( الذين ان مكناهم اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور ) وللمحافظة على الوطن ولبناء وتعمير الوطن وللحفاظ من الغرق والهلاك : الحرص على مد جسور المحبة والمودة بين ابناءه ونكون مصدر امن وامان وطمانينة وسلام في كل زمان ومكان فقال ( صلى الله عليه وسلم ) ؛( ايها الناس افشو السلام واطعموا الطعام وصلوا الارحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ) بل ويامرنا (صلى الله عليه وسلم) للحفاظ على المجتمع والوطن ان يكف المسلم الاذى عن الناس فقال (صلى الله عليه وسلم) ( المسلم من سلم المسلمون – أي مسلم كان فضلا على ان يكون هذا المسلم عالم من العلماء اوداعية من الدعاة – من لسانه ويده والمؤمن من امنه الناس على دماءهم واموالهم ).. وحتى نحافظ على سفينة الوطن :-

-           علينا بالابتعاد عن ترويع الامنين وتخويف الناس باطلاق الاعيرة النارية والمفرقعات في الاعراس والتفجيرات التي تحدث هنا وهناك فننبذ هذا العنف وهذه التفجيرات .

-           الابتعاد عن التخوين والتكفير والاقصاء للاخرين وتبادل الاتهامات

ايها المؤمنون : امانة الوطن امانة في اعناقنا جميعنا فالجميع غير راض عما حصل ويحصل للوطن من ظلم وسلب ونهب ولكن لايحل هذا الظلم بظلم مثله او اكبر منه ...

-           وحتى نحافظ على سفينة الوطن : ان ننبذ الكراهية والتعصب للراي والفرقو والتفرق

-           نبذ الاحقاد وتصفية القلوب من الاحقاد فالبلد لايبنى وهذا التمزق والتفرق بيننا بل بين الجماعة الواحدة والمكون الواحد والحزب الواحد .

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم تفلحون ) بارك الله لي ولكم في القران ....................

الخطبة الثانية

الحمد لله .............

أيهـا المؤمنون /عبــــاد الله : - لقد حرص الإسلام في جميع أحكامه وتشريعات إلى بناء الإنسان  ليعمروا الاوطان , بناء الانسان عقيدة وسلوكاً وجسداً وروحاً وإعداده للحياة ليعمرها بالخير والصلاح والمحطات الإيمانية وسيلة من وسائل تربية الإنسان وصقل شخصيته فنحن مقبلون على ايام عظيمة وايام مباركة وهي العشر من ذي الحجة ففي هذه الايام يجد المسلم انواعا من العبادات والطاعات والقربات بما لها من فضل عظيم واجر كبير فالأعمال الصالحة في هذه الأيام لا يعدلها في الأجر والمثوبة عند الله أيام على الإطلاق عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه)), قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ((ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء)) رواه البخاري برقم (926)، وفي رواية أبي داود وغيره وصححه الألباني ((ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء ))

عبـاد الله : وفي العشر من ذي الحجة يتعلم المسلم من خلال التوجيهات الربانية الكثير من القيم والأخلاق ليتعامل معاملة حسنة مع من حوله فيرحم الصغير ويوقر الكبير ويساعد المحتاج ويبر والديه ويصل رحمه ويعفو عن من ظلمه وأساء إليه يبتغي بذلك وجه فيحبه الله ويحبه الناس ويكتب له القبول في الأرض .. وإذا نظر المسلم إلى فريضة الحج استشعر نعمة الإسلام وعظمة الدين وإذا نظر إلى حجاج بيت الله في صعيد واحد ولباس واحد تذكر ان هذا الدين دين العدل والمساواة فلا فضل لعربي على عجمي ولا أبيض على أسود ولا غني على فقير إلا بالتقوى وعلمها عند اللعه فيدرك هذا المر حتى لا تطغى نفسه وتسوء أخلاقه ويتبع هواه ويرد الشرع ولا يلتزم بالحق فيخسر دينه ودنياه وآخرته .. لنستغل هذه الأيام من العشر ذي الحجة بطاعة الله بما شرع من الأعمال الصالحة لعل الله أن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويرفع درجتنا ويدفع عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ويصلح ما فسد من أحوالنا إنه على كل شيء قدير وبعباده رؤف رحيم هذا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله و أصحابه الطيبين الطاهرين والحمد لله رب العالمين .

خطبة جمعة : 12/10/2012م

الأستاذ/ خالد بن شهاب خطيب جامع عثمان بن عفان بالمساكن  القيت في جامع الصديق بالكوادر 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص