من أنت ما اسمكَ منْ تُرَاهُ أبوكَ مــن
أيِّ زقٍّ مــوحــشٍ لقــطــوكَ
مــنْ أيِّ مزبلةٍ دعــتكَ كــلابُـهُـمْ وبـــأَيِّ دربٍ للــهــوانِ لــقـــــوكَ
أَوَ آدمــيٌ أنــتَ أمْ وحــشٌ أتـــى مــن غــابــةٍ فــي حمأةٍ وجـدوكَ
أمْ جئتَ من جحرِ الأفاعي نافــثاً سماً
بجوفكَ في الظــلامِ حـشوكَ
أم بربريٌ مــن مجاهــيلِ الضــيا عِ تصيَّدوكَ وفي مسالِكِ حيِّنا
طلقوكَ
مــن أيِّ منفــىً أحـضروك لقتلنا وبـأيِّ
قـــولٍ قــل لــنا خــدعــوكَ
يا بلـــطجيُّ وبــئــسَ ما سُـمِّيتَــهُ بئس الحروفُ وبئس ما سمـوكَ
فالباء بــطــشٌ بالكــرامِ وبـاطــلٌ ولنصْـــرِ باطــلِ طالــحٍ نصبــوكَ
واللَّام لــؤمٌ قــد ورثــتَ طــباعَـهُ عــن ســادةٍ بلــبـانِــهِ رضــعـوكَ
والطــاءُ طعــنةُ غــادرٍ وجَّــهْتَهَا فـي ظـهـرِ شعـبٍ هُمْ هُمُ أَهْلُوكَ
والجيــمُ جـرحٌ نازفٌ وجــريــمةٌ سيظــلُّ عــارُ صنـيعِها يـقـفـوك
قـدْ قـيـلَ لي هـلْ قـلتَ شعراً مرةً في بلطجيِّـةِ عـصبـةٍ حــكمــوكَ
فأجبتُ منْ أَهْجو أَأَهْجُو الكلبَ إن أَكَـلَ الخـراءةَ والـدَّمَ المسفـوكَ
لقـطاءُ بـل إثــمٌ حشِـرْتُــمْ هـاهـنـا يا إثـمُ ســلْ باللهِ مــنْ جـمعـوكَ
بـلْ سـلْ كــلابــاً أرسلتـكَ لقــتـلِـنا ومـنِ الــذي بــدمـائِـنا أغــروكَ
وبـكـم شـرَوكَ لقـتــلِ شعبٍ صامدٍ ولـمنْ تُـرَاهُـمْ بـعـدُ قــدْ باعـوكَ
يا بلـطـجــيُّ ولعــنةُ الرحـمـنِ لـنْ تنفـكَّ عـنـك وكــلِّ مــنْ دفعـوكَ
فــلأنتَ أحقــرُ مـنْ مذمَّــةِ شاعـرٍ صـاغَ القصيـدَ وقالَ كي يهجوكَ
تأبـى الحيـاةُ بأنْ تشـوهَ وجــهَــهَا والموتُ
والأحيــاءُ قــدْ عافـوكَ
دوماً ستـلعـنـكَ الدمــاءُ سفَــكْـتَهَا وعِـتابُ والأيـتـامُ قــدْ لَــعَــنـوكَ