لم أملك نفسي من الضحك حينما قرأت كثيراً من المفتريات التي تروجها مطابخ العفاشيين وأذناب الأمن القومي وعناصر الحراك المعفّش، إذ كيف تُصدق مثل تلك السخافات الهوجاء !، فو الله لولا كثرة تردادها وتكرارهم إياها بين الناس حتى صدق الكثير من البسطاء تلك الأكاذيب المفضوحة التي تندرج تحت مقولة وزير الدعاية النازية ( جوبلز ) "اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس" وهذا ما يفعلونه لكم فتنبهوا.
أيها الأفاضل: لقد كتب القدر علينا وابتلانا الله وابتلى هذا الشعب البسيط الصابر الذي يصدق كل شيء بهؤلاء الأفاكين، إنهم لا يحترمون عقول الناس على الإطلاق، ودعوني أكون صريحاً معكم بأنهم يضحكون عليكم في الخفاء ولسان حالهم يقول: " انظروا لهؤلاء الناس البلهاء الذين يصدقون ببراءة الأبله ما نلقي عليهم من أكاذيب".
ما الذي يلزمنا أن نصدقهم ونحن لا نرى لهم حساً بين الناس ؟، بالله عليكم قولوا لي: أين قياداتهم العميلة التي اختفت عن الأنظار ولم تأبه لمعاناة الشعب الذي يُذبح ويقتل بطريقة أهون مما تُقتل به الحيوانات ؟ ثم راقبوا معي أمراً مهماً ولاحظوا أن من يتكلم ويخرج التسجيلات الصوتية وينشرها هنا وهناك ويكتب المنشورات، هل يفعل ذلك من ساحات النضال ؟.
لا والله إنه لا يتكلم من ميادين الشرف ولا ساحات الجهاد والنضال بل يتكلم من بعيد، من غرف الفنادق الفخمة المهيأة بما لذّ وطاب، إنهم يأكلون ويشربون وينعمون بالراحة وهذا الشعب يموت جوعاً، فإذا امتلأت بطونهم تمددوا في البسائط الفاخرة وألقوا كلماتهم المسمومة وكتبوا المنشورات فتلقفها المغفلون بكل سذاجة.
لقد صدمتُ بشدة حينما رأيت الكثير يصدّق أمثال تلك المفتريات، تقوّلات كاذبة هدفها تفريق صف من يناضلون معاً، وتشتيت من أجمعوا أمرهم على أن عدوهم واحد هم الحوافيش، فيأتي هؤلاء وهم أذناب لعفاش ليبثوا سمومهم متلبسين بأثواب المقاومة الجنوبية وهم ليسوا منها ولا يمتّون لها بصلة على الإطلاق.
لقد أثبتت الوقائع كل يوم أن قياداتهم ونشطاءهم يفتضحون على رؤوس الأشهاد بعمالتهم وخستهم فبعضهم يظهر في القوائم السوداء وقد تعاون مع العدو ضد قومه وناسه وأسقطوا محافظات بأكملها خيانة ونذالة، وبعضهم دلّ الحوافيش على ثغرات ينفذون منها للنيل من المقاومة وتصفية أفرادها، وبعضهم أدخل الحوافيش بيته وخبأهم حتى ينقضّوا فجأة على المجاهدين وغيرها من أفاعيل الخيانة والنذالة التي تتكشف عنهم كل يوم.
هذا ما يفعله التابعون للأمن القومي وعفاش وعملاء إيران وبعض القيادات المؤتمرية الخائنة والحراك المعفّش في عدن خاصة وما يرتبون له في بقية المحافظات الأخرى كحضرموت، فانظروا وتمعنوا في تلك الشخصيات والأفراد جيداً ستجدون أنهم هم من كانوا ينشرون الأكاذيب على أهل الحق ظلماً وبهتاناً، وستجدونهم أيضاً ممن لبسوا لبوس الحراك والتبعية لإيران في يوم ما بل لا يزالون، ولو بدوت مغالياً فإن هؤلاء القوم هم من سيبيع الوطن والشرف والكرامة وهم في أتم الاستعداد لخيانة أهلهم ووطنهم من أجل مصالحهم الذاتية.
أشدد القول هنا: علينا أيها الناس ألا نصدقهم بتاتاً، وكيف نصدقهم والأيام تثبت عكس ما يقولون، كيف نصدقهم لنكره أشخاصاً ومكونات وأحزاباً طالما رأينا نفعهم للناس، وحبهم للوطن وتضحيتهم في سبيل كرامته ؟، كيف نصدقهم وقد تخفوا عن أعين الشعب ولم يضحّوا في سبيله ولو بأقل القليل، هل رأينا منهم من يرسل الغذاء للجوعى والمنقطعين ؟، هل رأينا منهم من يبادر ليضم اللاجئين إلى بيته أو عماراته أو يقدم لهم المساعدة ؟، هل رأينا من يجتهد منهم ليرسل جرعات الدواء للجرحى والمرضى والمصابين ؟، لقد اختفوا جميعاً، ولا يظهرون إن ظهروا إلا ليبثوا الأكاذيب ويروجوا الشائعات المغرضة لكن كما يقال : " الحق كالزيت يطفوا دائماً" .
إنه ليؤسفني أن أقول : أننا نرى الكثير من الأفاضل الكرام والشباب المخدوع بشعاراتهم الزائفة يصدقون ما يقال عن أهل الحق الطيبين، وقد كان الأولى أن يتبينوا، ولو تمعنوا فيما يُقال، أو تأمل متأمل في كنهه لوجد ـ والله العظيم ـ ما يقولون من دعايات وأراجيف أوهن من خيوط العنكبوت، وأهون من أن يُردّ عليها، فلا تكون لتلك الأقاويل سبيل إلى عقولكم الطاهرة وفطرتكم السليمة، واعتبروا ما يقولونه كبول الكلاب والثعالب فاجتنبوه وكما يُقال " فلا خير في من بالت عليه الثعالبُ".
وعلى طول الدهر ومضيِّ الزمن فإن أهل الحق والصلاح ـ وأنتم منهم بلا شك ـ لا يأبهون بما يُقال عنهم فهم ينظرون لأغلى هدف وأسمى غاية، ألا وهي نيل رضا الله عزّ وجل، فمضوا في سبيلهم غير وجلين، والله سيكفيهم عدوهم " فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ".
بقلم : احمد عمر باحمادي