لسوف أظل طوال حياتي مليئاً بالعَجَب والدهشة من كل سوء يقع بالمرء كتهديد أو تهويل أو حادث عارض أو حتى أنفلونزا أو حمى أو زكام ليرجع أسبابه إلى الإصلاح وقياداته والشباب الإصلاحيين، حتى أضحى هؤلاء المساكين شماعة إبليس التي تُعلق عليها كل أخطاء الآخرين ومآسيهم ومصائبهم بل حتى التصفيات أو المناكفات الشخصية التي يمكن أن يقوم بها بعض الناس انتقاماً ممن أساء له في يوم من الأيام، ليعود أثرها وسببها ومسببها وقائلها وناقلها وحاملها والمستفيد منها من الإصلاحيين لا غير، هم فقط دون سواهم، فكأن الساحة قد خلت إلا منهم.
قرأت بشيء من الاهتمام المشوب بالازدراء الشكوى ( العاجلة ! ) التي تقدم بها يوم أمس ثلاثة من الصحفيين أو ممن يفترض أن يكونوا صحفيين إلى نقابة الصحفيين بمحور حضرموت وشبوة والمهرة يشكون فيها " التهديدات المتزايدة بالتصفية والاغتيالات التي تستهدف أرواحهم وأسرهم".
قلت في نفسي : " يا للهول ! "، فمن يتمعن في وصف مفردات التهديدات والتصفية والاغتيال للأرواح والأسر يظن أن المعنيين الذين سيقومون بكل ذلك هم من الإصلاحيين النازيين !، أو أن ثمة معتقلات كمعتقل " الجيستابو " النازي في طريقه لأن يُفتح قريباً لتتم فيه الإعدامات الجماعية في غرف الغاز والأفران.
لا .. لا .. اتقوا الله يا هؤلاء !! .. فما هكذا تكون الحرب النفسية والدعائية التي تشنونها، وشباب الإصلاح لو تدرون هم أعلى وأكرم وأشرف من أن يقوموا بمثل الأفاعيل الغادرة والأساليب الماكرة التي تذكرونها، لكن ما عساي أن أقول لمن " إذا خاصم فجر "، وإذا قال أذكى نيران الفتنة وغدر، ومثلما أنتم تصنعون بالأمس ولا زلتم تصنعونه اليوم، بل وتفننتم فيها وأتقنتموها مع الزمن، فإنكم تظنون الناس يفعلون مثلكم، إذ صدق فيكم قول العرب "رمتني بدائها وانسلت "، أو مثلما قيل " من ساءت أفعاله ساءت ظنونه"، أو كما يقول المثل الشعبي الحضرمي " السارق في راسه قشاشة ".
يقال بأن " كل قصة جيدة تحتاج إلى أن يكون لها نهاية جيدة "، أما أكاذيبكم وافتراءاتكم وترهاتكم التي تتفوهون بها كل حين، فليس لها نهاية لأن حقدكم وغضبكم ونقمتكم على الإصلاح لا ساحل له، وإلا أي عقل يسلم بما تقولون، لقد قلتم في شكواكم المزعومة " لقد رفعت المطابخ الإعلامية المشبوهة لحزب الإصلاح بالمكلا قائمة من الإعلاميين للقبض عليهم وتصفيتهم جسدياً من قبل القاعدة ومناصريها ... "
بالله عليكم أي عاقل لديه مسكة بسيطة من عقل سيصدق ما تقولون، فما علاقة الإصلاح بتنظيم القاعدة، هل هو الجناح العسكري لهم ؟!، أم أنه يأتمر بأمرهم ؟!، لكنها التفاهة والسفاهة والكيد السياسي الأعمى والرخيص .
وهل تظنون أيها الأغرار الحمقى أن عناصر تنظيم القاعدة بهذه السذاجة والصفاقة ليقتلوا أو يغتالوا من يظهر اسمه في منشور مجهول لا يُعرف حتى مجرد صاحبه ؟!، ولكنني أحسب أن الإعلاميين التابعين حقاً للأمن القومي وعفاش، والذين يعرفون ماضيهم الحالك حق المعرفة، وما انطوى عليه من ظلم وخيانة وغدر؛ هم أدرى الناس بأنفسهم، وكلما أوغلوا في الحقد أتت ألسنتهم بما يعرّي حقيقتهم ويفضح سريرتهم في العالمين، وكما قالت العرب " كاد المريب أن يقول خذوني ".
لا أعرف متى بالضبط يمكن لهؤلاء الأوغاد أن يكفوا عن الكذب المفضوح، فهم إن لم يجدوا مسلكاً للتآمر على الإصلاح وتشويهه وبث الشائعات والأقاويل عنه وعن شبابه وقادته وأنصاره، ورأوا أنهم قد أفلت أنجمهم واحترقت كروتهم وعرف الناس حقيقتهم البائسة، راحوا ينسجون لأنفسهم أحاديث الإفك حتى ينالوا شيئاً من الشهرة والسمعة، وعمدوا إلى التسلق على قامات رفيعة عالية لن يبلغوها إلا من خلال السب والشتيمة لينالوا شيئاً من الهيلمان ويبرزوا في دائرة الضوء.
أبادر فأقول : إن هذه النكرات التي تعجّ بالعويل والصياح والنباح كانت فيما مضى، ولعلها لا زالت كذلك تشن من خلال صحفها الحزبية المقيتة وصفحاتها المشبوهة الكثير والكثير من الحملات الإعلامية الظالمة ضد الإسلاميين عامة والإصلاح على جهة الخصوص، وعلى طول مسيرتهم في القيء على صفحاتهم الصفراء لم يأبه بهم الإصلاح ولا شبابه ولم يكلف نفسه حتى مجرد النظر في نجاسة ما يكتبون، لكنهم اليوم يحاولون إعادة أنفسهم على حساب سمعة هؤلاء الطاهرين، فاعلموا أيها المغفلون أن الإصلاح ليس مصنعاً أو معملاً لتدوير النفايات .
سيظل الإصلاح وشبابه ومناصروه يعيشون على الأمل في إصلاح البلاد والعباد، وهم مع سعيهم الدؤوب لا يحملون حقداً ولا غلاً على أحد، ولكن متى يستوعب هذه الحقيقة الجميلة كل صحفي عاطل من الأخلاق والقيم المتأبطين شراً لكل ما هو إسلامي الغاية والمنهج.
بقلم : احمد عمر باحمادي