وداعاً .. فرسان الحقيقة

نرجو كلنا أو جلنا نحن معشر الصحفيين أن ننال الشهادة في سبيل الله عزّ وجلّ جهاداً في سبيله بقول كلمة الحق ضد الظلم والطغيان، بعيداً عن المداهنة والمهادنة والاستخذاء والانبطاح، ومن كان مرامه كذاك فليعدّ نفسه من الآن لأن يواجه في جنب الله ما يشرفه في الدنيا والآخرة، وما عند الله خيرٌ وأبقى للذين آمنوا. وبالرغم من أنني أتعجب من هول الطريقة التي استشهد بها كل من الشهيدين الصحفيين البطلين؛ الصحفي يوسف عبد الله العيزري، والصحفي عبد الله محمد قابل مراسلي قناتي يمن شباب وسهيل تقبلهما الله في قوافل الشهداء في سبيله وغيرهما من المعتقلين، إلا أن استشهادهما مع بقية إخوانهم بأسلوب بعيد عن الرحمة والإنسانية يعطينا دليلاً على خلو العدو الرافضي الحوفاشي وتجرده من كل معاني الإنسانية والرحمة والشفقة. وإذا بحثنا جلياً وجدنا أن من أشار لهما بهذا الفعل المقيت قد استحال من آدمي ذو فطرة سليمة ومشاعر حساسة إلى وحش كاسر متعطش إلى الدماء ولو بالغدر والضغينة، بل وتلبّسه إبليس اللعين وتقمص هيئته، فأوحى إليه بالقتل اللا إنساني الفظيع، وبحسب ما علمت فإن المجرم ( حسن زيد ) والمجرم ( نبيل الصوفي ) هما اللذين أشارا بوضع الإعلاميين والناشطين والمعتقلين كدروع بشرية في المعتقلات والأماكن المستهدفة بالقصف من طيران التحالف. فبالله عليكم : أين الديمقراطية وحقوق الإنسان التي يتشدق بهما هؤلاء الوحوش الكاسرة ومن أشار عليهم بذالكم الأسلوب الهمجي المقيت ؟!، وأين معاني الشرف والكرامة التي يمكن أن يتحلوا بها رغم ما يظهر عليهما من سيما الثقافة واللباقة وحسن المظهر ؟!، وأين هما من أبسط علامات الرحمة وإحسان القتل إن مضى الإنسان في سبيل القتل والإجرام ؟! فحتى الجنرال شيرمان صاحب مقولة ( الحرب هي الجحيم )، لم أتوقع أن يتفتق ذهنه بهذه الحيلة الماكرة، وهذا الفعل المستنكر، مثلما صدر عن هؤلاء البرابرة، ليجعل عشرات من المعتقلين يعيشون لحظات من الجحيم لا يعلم بسوئها إلا الله، حينما كانوا يصرخون وينادون هؤلاء الجلادين لكي يفتحوا لهم الأبواب لكنهم أغلقوها بإحكام عليهم، فحسبنا الله ونعم الوكيل، وإنا لنستنزل نقمته وعقابه على هؤلاء مثلما فعلوا بإخواننا ظلماً وعدواناً. وإن الأكثر رعباً والأكثر أسى أن تستمر جرائم الحوثيين بنفس الأسلوب وبنفس الفعل، دون أن يبادر المبادرون إلى استئصال شأفتهم واقتلاع جذورهم، فقد صار بقاء هذه الشرذمة الفاسدة خطر على كل شيء في الأرض، وأضحوا كائنات لا بشرية خالية من كل المشاعر والأحاسيس والكرامة بل كل ما يمتّ للإنسانية بصلة، وهذا يجعلنا نقشعرّ خوفاً من هول ما يمكن أن يقترفوه مستقبلاً بهذا الشعب الصابر المكافح إذا تمكنوا في الأرض أو قامت لهم دولة.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص