يرددون ما يسمعون كالببغاء التي تردد ما تسمعه دون فهم لما تقوله ، أما العاقل وخاصة المسلم لا يقول قولا إلا مفهوما ويتثبت ويتبين من صدق أو كذب ما يقال عن أي شخص ، كيف لا ! وهو منهج قرآني " إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا " ، فما بالك إذا كان هذا الشخص عالما من علماء المسلمين ، الكذب بضاعة فاشلة لتسويق الأفكار والآراء ، ووسيلة خبيثة لتوصيل فكرة وقضية معينة ، وأسلوب منحط لتشويه شخص معين . . .
فقد شاع كثيرا في أوساط اليمنيين وغيرهم إشاعة فتوى مكذوبة على العالِمينِ والشيخين الجليلين عبدالمجيد بن عزيز الزنداني وعبد الوهاب بن لطف الديلمي أنهما يكفران أبناء المحافظات الجنوبية بلا دليل مكتوب أو مسموع أو مشاهد ، لذلك كتبت هذه المقالة من باب الدفاع عن ورثة الأنبياء ، وإقامة الحجة والدليل على من أستخف بحرمة الطعن في أهل العلم و أكل لحوم العلماء في كل مكان ، وفضح كذب ما تردده قنوات وصحف الحوثية من تشويه للعلماء وأهل السنة . .
. مصدر أكذوبة فتوى الشيخ الزنداني من صحيفة الشورى الحوثية ومالكها القيادي الحوثي بيت الوزير كما صرح بذلك الشيخ الزنداني نفسه عدة مرات منها في قناة السعيدة وآخر مرة في مقطع فيديو لمحاضرة ألقاها في السعودية وأخبر أنه بعد تأييده عاصفة الحزم في بيان مكتوب وإعلانه للنفير العام والتعبئة العامة كتب عنواناً جانبياً في البيان موجه إلى إخوانه في المحافظات الجنوبية بعنوان أود أن أعتذر ولكني لم أرتكب الجريمة !! وسنتطرق لما قاله بخصوص ذلك . . .
قال الشيخ الزنداني أنه شاع عنه زوراً وبهتاناً أنه أصدر فتوى في صحيفة ألمانية أكفر فيها إخواني أبناء الجنوب ، وأكد أن مصدرها صحيفة الشورى الحوثية ، وذلك لإفساد مابينه وبين إخوانه في المحافظات الجنوبية ، وقاضى الصحيفة وصدر حكم بإدانتها والإعتذار له ومنع صدورها للمدة القانونية ودفع غرامة مالية ، وأعلن أنه يبرئ إلى الله مما نُسِبَ إليه كذباً ، وقال : " لا يجوز لمسلم أن يكفر مسلماً فكيف لي أن أقع في جهالة كبرى هي تكفير شعب بأكمله " . . . وأما بالنسبة للشيخ عبدالوهاب الديلمي لم يفتِ بتكفير الحزب الإشتراكي أو شعب الجنوب وإنما نشر فتوى منقولة عن السلف ومنهم الشيخ ابن تيمية رحمة الله حول مسألة تمترس العدو بمجموعة مسلمين ولا يمكن الوصول إلى العدو إلا بقتلهم وحكمهم أنهم شهداء ، هذه هي الفتوى ليس فيها كلمة تكفير للجنوبيين ولا لفئة معينة ، وقد صرح الديلمي عدة مرات بذلك ، ودعيا الشيخين إلى المباهلة ولم يتقدم أحد بأي دليل ، وهذا رد عملي منهما على بطلان تلك الفِرية والأكذوبة .
بقلم : محمد سعيد باوزير