الحل المُتكامل

الحل المُتكامل للمُعضلات والمُشكلات هو الحل الناجع الوحيد، أما الحلول الجزئية والانتقائية والأخذ بالسهل المُمكن وترك الصعب المُمكن بجهد مضاعف يفاقم الأمور ولا يحلها..
إنّ المشكلة إذا حدثت لابد من علاجها، وعلاج المشاكل طالما وقد حدثت ومثلها القصور و التقصير والأخطاء المستمرة يبدأ من النظر المتكامل في المشكلة دون اغفال أي جانب من جوانبها ولا وجه من وجوهها مع افتراض جميع الأسباب المحتملة لحدوثها ثم دراستها وجهاً وجه وجانب جانب ومُباشرة وضع المعالجات والحلول التي تبرز أثناء النظر المُتعمّق المُتبصر ووضعها جميعاً كروشته ووصفة واحدة متكاملة والأخذ بها جميعها دون اهمال أيٍ منها لأي سبب، وإنّ الأخذ بما يُعتقد سهولته من الحلول وترك المُمكن ذي الصعوبة لهو سلوك ينم و يدل على أحد أمرين : إما عدم الجدية في حل المشكلة ، و إما العجز وسقوط النفس والذات عند أعتابها.
والنظر والتحليل للمشكلة والقصور والأخطاء المستمرة لن يحل في حد ذاته أياً من ذلك وإنما هو مقدمة لازمة وضرورية لتحديد الحلول والمخارج والمعالجات ولكن الحل دوماً يبدأ من الأخذ الجاد بما تم استنباطه و استخلاصه من حل متكامل والاستمرار فيه عملاً وتنفيذاً وتطبيقاً جاداً ، و بالاستمرار وبذل الجهد الكامل والحقيقي فقط تأخذ المشكلة في التلاشي و تذهب ليبقى فقط درسها وعظتها وربما ذكرياتها .
و ربما كان لمشكلة مستويات في محاولة علاجها فعلى صاحب كل مستوى أن يستنفد كل احتمالات إمكانية علاجها بالنسبة له فإن لم ينجح أحال إلى المستوى الأعلى منه أو المعني معه في حلها أو أشركه في وضع حل مُشترك لها يقوم الطرفان معاً بتنفيذه بجدية وصدق.
والأخذ بالعلاج الجُزئي للمُشكلة قد يؤدي إلى علاج جُزئي لها ولكنه قد يكون مؤقت فتتفاقم المشكلة بعد ذلك فتكون أكثر خطورة وأشد ضرراً ..وهذا يُشابه العلاج بالمُسكنات في الطب الحديث.
وفي أحيان تكون المشكلة الحقيقية كامنة في المعنيين بحلها أخذاً بالحلول المعلومة من أسبابها المفتعلة غالباً و تنفيذ تلك الحلول و بعبارة أخرى مغادرة حال التأزيم والإشكال وتلك هي المشكلة المُفتعلة التي تتحول بمرور الوقت إلى مُعضلة حيث يؤدي استمرار حال الإشكال والتأزيم إلى مفاعيل جانبية قد يصعب على أطراف المشكلة الأولية التعامل الفعال معها حين يقتنعون بإنهاء المشكلة ووضع حد لمداها وأمدها.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص