منابر ( النبتة الخبيثة )

لا ندري على وجه التحديد ما الأسباب أو التداعيات التي جعلت ثلة من أئمة السوء يبدأون في شن حرب شعواء على الحركات الإسلامية التي تتصدر شرف ميدان الجهاد في سبيل الله في فلسطين خاصة وبقية العالم الإسلامي عامة ..

وما طفقنا نسمع عن معارك مفتعلة كانوا هم ـ وأعني بهم أئمة السوء والنبتة الخبيثة ـ السبب فيها .. فكلنا طالع وشاهد في مقاطع التواصل الاجتماعي ما حدث في أحد مساجد منطقة الممدارة بعدن يوم الجمعة الماضي .. ونزاع المصلين مع الإمام لافتئاته على حركة المقاومة الإسلامية حم*اس .. وغيرها من الأحداث التي تسارعت وتواكبت مع انتصارات المجاهدين والمرابطين في أرض فلسطين .

راسلني أحد الأصدقاء حاكياً ما حدث معه في الجمعة الماضية .. حيث تهيأ للصلاة في المسجد الذي كان بجوار بيته .. ومما شعر به هذا الأخ المبارك أنه كان متحمساً للخطبة القادمة ذلك أن أحداث غزة كانت على أشدها ..

ومما زاد تشوّقه أكثر اطلاعه على التعميم الذي أصدره مكتب الأوقاف بحثّه أئمة المساجد على طرق قضية فلسطين وتناولها بما يجعل المسلمين على أهبة النصر والتأييد لقضية الأمة الإسلامية قاطبة ..

اعتلى الخطيب المنبر واشرأبّ إليه عنق صديقي كبقية الأعناق .. وبدأ خطبته بحديثه عن تقوية الإيمان .. وياليتها كانت تلك مقدمة لموضوعنا الهام الذي كنا بانتظاره كما قال صاحبي.. بل ظلّ يدور ويحوس ويلوس حول هذا المعنى بإطناب ممل وشرح مُسئِم .. فقال صاحبي : ربما تعرّض لقضيتنا المحورية في خطبته الثانية .

في الخطبة الأخرى عاود الخطيب نفس موضوعه الأول دون أن يطرق ولو حرفاً واحداً عن القضية الفلسطينية .. فقال : ربما كان سينتصر لفلسطين في الدعاء في آخر الخطبتين .. والدعاء هو العبادة لكنه ظل على حاله الأول متجاهلاً .. إلى أن أقيمت الصلاة .

توقع أنه سيقرأ في الصلاة آيات محكمات مذكراً بها المصلين عن الصبر ومعية المولى عز وجلّ لأوليائه المتقين بالنصر والتثبيت وربما آيات عن الولاء للمؤمنين والبراءة من الكافرين لكنه لم يفعل شيئاً من ذلك .

فافترضنا ربما سيقنت في آخر صلاة الجمعة داعياً لإخواننا في أرض الرباط ومسرى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم .. لكن لم تسعفه ذاكرة التطبيع بشيء من الأدعية .. فكان آخر الآمال أن يلقي عقب الصلاة خاطرة يستدرك بها ما فات فللم يحصل ذلك .

قام إليه في نهاية المطاف أحد الشباب ليستفسر عن سبب تجاهله وعدم التزامه بتوجيهات الأوقاف وقبل ذلك تماشيه مع الحدث الجلل والقضية الحاضرة في قلوب الناس أجمعين ..فصدمَ المستفسرين أن لديه مؤاخذات على ( حمـ*ـاس ) وعلى جماعة ( الإخـ*ـوان المسلمين ) .

وهنا تبين للجميع لمَ أخذ هذا الإمام - ولا شك هو واحد من أئمة السوء والنبتة الخبيثة - موقف الخزي والعار من قضية عقائدية اجتمعت عليها أمة محمد صلى الله عليه وسلم في أقاصي الأرض وأدناها .

ليأتوا هم ويشككون ويدلسون ويخذّلون ويثبطون جموع المسلمين عن نصرة من يجاهد لتحرير مسجدهم الأقصى .. فلا بارك الله في أئمة السوء والنبتة الخبيثة وقطع الله دابرهم .

 

•••

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص