السياسة لا توجد فيها عدو دائم ولا صديق دائم"


يُظهر أن السياسة لا تعرف صديقًا دائمًا أو عدوًا دائمًا؛ بل إنها لعبة المصالح المتغيرة التي تحكمها الظروف
ونشير إلى فكرة أن العلاقات السياسية بين الدول أو الأفراد ليست ثابتة، بل تتغير بناءً على المصالح المشتركة والظروف المتغيرة .
في السياسة قد يتغير الحلفاء والأعداء بمرور الوقت حسب ما تقتضيه الحاجة لتحقيق أهداف معينة لذا من الممكن أن يصبح العدو صديقًا والصديق عدوًا بناءً على المصالح المتغيرة والوضع الراهن .
وهذا ما يتجلى بوضوح في الأحداث التي شهدتها حضرموت خلال الفترات الماضية ففي الفترة السابقة، قاد صالح بن حريز ما عُرف باسم "الهبة الحضرمية " وهي حركة تطالب بحقوق حضرموت نتيجة للتدهور العام في أوضاع المحافظة وقام مع مجموعة من المعتصمين من الشعب الحضرمي بتنظيم اعتصام في عاصمة حضرموت المكلا، مطالبين بتحسين الأوضاع وتلبية احتياجات المحافظة من كهرباء ومشتقات نفطية وصحة وتعليم و.......
في ذاك الوقت كان اللواء فرج سالمين البحسني محافظا لحضرموت، وبحجة الحفاظ على الأمن والاستقرار في المحافظة، تم اعتقال صالح بن حريز والمعتصمين الذين كانوا معه. هذا الاعتقال أثار موجة استياء واسعة و ردود فعل كبيرة في المحافظة، حيث رأى الشارع الحضرمي انه تجاوزٌ لحق التعبير عن المطالب المشروعة.
ومع مرور الوقت، شهدت المحافظة تغييرات إدارية، حيث تم تعيين محافظ جديد في المحافظة، بينما تم تعيين اللواء فرج سالمين البحسني في منصب نائب رئيس المجلس القيادي الرئاسي
وقام بعد ذلك حلف قبائل حضرموت بعمل اعتصام في منطقة الهضبة مطالبين بحقوق حضرموت والحكم الذاتي بالمحافظة
وفي تطور لافت، قام اللواء البحسني بزيارة منطقة الهضبة، حيث التقى بالمعتصمين الذين يواصلون المطالبة بحقوق حضرموت، وكان من بينهم صالح بن حريز، المعتقل السابق خلال فترة توليه منصب المحافظ هذا ما يعكس الحقيقة في عالم السياسة، وهي أن المصالح هي المحرك الأساسي للتحالفات والعداوات، وليست العلاقات الشخصية أو القناعات الثابتة و توضح ايضا كيف يمكن أن تتغير مواقف القادة والمسؤولين بناءً على المتغيرات السياسية والمناصب التي يتقلدونها .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص