أكد رئيس محكمة استئناف حضرموت، القاضي طه عمر الهدار، أن المحافظة مهيأة لتكون نموذجًا في الأداء القضائي والانضباط الوظيفي، مشيرًا إلى أن جهود المحكمة تركز على ترسيخ العدالة وتحسين كفاءة العمل القضائي منذ توليه المنصب في ديسمبر 2024م.
وقال القاضي الهدار خلال حوار له، إن من أولويات رئاسة المحكمة معالجة أبرز الإشكالات التي تواجه سير العدالة، لاسيما قلة عدد القضاة وضعف التجهيزات، مشيرًا إلى خطط ملموسة لتسريع الفصل في القضايا وتحقيق العدالة الناجزة، بالتنسيق المستمر مع وزارة العدل ومجلس القضاء الأعلى والسلطة المحلية.
وأوضح أن محكمة استئناف حضرموت تضم خمس شعب استئنافية وخمسة عشر محكمة ابتدائية، وأنه تم متابعة أداء المحاكم بشكل ميداني، ما أسفر عن تحسن ملحوظ في إنجاز القضايا مقارنة بالفترة السابقة، بالرغم من الإضرابات والتحديات التي صاحبت الانتقالات القضائية.
وأشار القاضي الهدار إلى أن أبرز القضايا المتزايدة في حضرموت تتعلق بالأراضي السكنية والاستثمارية، مؤكّدًا اتخاذ إجراءات لتقليل تراكم الملفات، منها التوجيه بعدم قبول أي دعوى تفتقر إلى مستند رسمي صادر عن الجهات المختصة.
وعن البنية التحتية، أشار إلى أن بعض المحاكم الابتدائية تعمل في شقق مستأجرة غير مجهزة بشكل مناسب، لافتًا إلى جهود المحكمة والسلطة المحلية لتوفير مقرات أفضل، وتشطيب مبانٍ بالمجمع القضائي في المكلا لتكون مقرات جديدة للمحاكم والنيابات، فضلًا عن البحث عن تمويل لبناء محاكم جديدة.
وتطرّق القاضي الهدار إلى الكادر القضائي والإداري، مؤكّدًا أن الانضباط الوظيفي مرتفع، وأن الموظفين يبذلون جهودًا كبيرة رغم نقص بعض المؤهلات العلمية والخبرات، موضحًا أن المحكمة قامت بصرف حوافز مالية وتكريم للموظفين المتميزين.
كما شدد على أهمية التقنية الحديثة في تسريع إنجاز القضايا وتحسين الأداء، مبينًا أن المحكمة بدأت في إدخال المكننة الجزئية، مع دعوته لوزارة العدل لدعم التحول الرقمي وأتمتة الأرشفة القضائية.
وفيما يخص العلاقة مع الجهات العدلية والمجتمعية، أشار القاضي الهدار إلى تعاون ممتاز مع النيابة العامة، ونقابة المحامين، والإدارة الأمنية، فضلًا عن دعم المجتمع المحلي والإعلام، الذي يسهم في تعزيز صورة القضاء ونشر الوعي القانوني.
وختم رئيس محكمة استئناف حضرموت حديثه بدعوة القضاة والعاملين في المحاكم لبذل المزيد من الجهود لتحقيق العدالة، مؤكدًا أن القضاء في حضرموت على استعداد للقيام بواجباته مهما كانت الظروف، ليظلّ نموذجًا مشرفًا للقضاء المستقل والكفؤ في البلاد، معربًا عن فخره بالانضباط والمسؤولية التي يتميز بها القضاة والعاملون في المحافظة.
