فكر وثقافة


🖊د.عبدالله رمضان باجهام
باحث في العمل الانساني
------------------------------------
نتحدث عن صاحب السيرة العطرة السيد أبوبكر بن شيخ الكاف وتخليدا لأعماله العظيمة في إعمار حضرموت والإنفاق على دعم الاقتصاد و ترسيخ دعائم السلام بين الجميع في حضرموت .
ولد السيد أبوبكر بن شيخ الكاف، في سنغافورا عام 1890م، من عائلات تريم أسرة آل الكاف، وجمعت أسرتة ثروة ضخمة من التجارة، وامتلاك العقارات في سنغافورا وغيرها ، وقضى السيد أبوبكر بن شيخ بن عبدالرحمن الكاف الجزء الأكبر من فترة حياته في حضرموت . بتريم.
والده السيد شيخ بن عبدالرحمن الكاف وعمه عبدالله، عصاميان جمعا ثروة عظيمة بسنغافورا وأندونيسيا، ولهما أعمال خيرية واسعة وأوقاف ويصل خيرها إلى حضرموت.
وذاع صيت السيد أبوبكر بن شيخ الكاف بكرمه وسخائه لكل وافد، ولكل ذي حاجة، و كان منزله مقصداً ومكاناً للوافدين وملجأً للغرباء.
وله من الأعمال الوطنية الكثير بالمجتمع من ذلك أمر بإحصاء سكان مدينة تريم وعدد منازلها، وكانت نتيجة الإحصاء تقيد في سجل خاص فيه كل منزل وعدد أفراده ، واشترك في التوقيع على وثيقة الإصلاح الحضرمي والسلم المجتمعي في الشحر وسنغافورا.
وفي عام 1936م وصل انجرامس في زيارة استطلاع لحضرموت، ليعمل مع السيد أبوبكر بن شيخ الكاف وسلطاني حضرموت القعيطي والكثيري في إقناع القبائل التي تعيش في دائرة الاقتتال والحروب بالقبول بهدنة عامة ، وقد أدى التأثير القوي لشخصيته مع إنفاقه السخي الدور الأساسي لإنجاح المفاوضات التي قادت إلى تحقيق الصلح العام والهدوء في أنحاء حضرموت وإرساء دعائم آمنها واستقرارها الاجتماعي.
و كان السيد أبوبكر الكاف، عاكفاً على تحسين وتيسير أداء المستشفى الصحي والمدرسة التعليمية التي أسسها آل الكاف في تريم، لتقديم الرعاية الصحية المجانية والتعليم المجاني للمجتمع بشكل عام.
وفي عام 1938م منح السيد أبوبكر بن شيخ الكاف، لقب رفيق الامبراطورية نظير خدماته العامة والإنسانية ، ودوره في عملية صنع السلام بحضرموت.
ولما حلّت المجاعة في العام الثلاثين من القرن الماضي قام السيد أبوبكر الكاف ينصر وطنه، فأنشأ المطابخ للمصابين المجاعة ، واستمر في جهوده في الصلح بين الجميع. وذهب إلى تعبيد الطريق من ساحل الى وادي حضرموت وكانت تستغرق عشرة أيام السفر ، فساهم بالدعم لطريق معبدة ، وهو أول طريق يعبد بحضرموت لمرور السيارات، يقوم به فرد على نفقته ، فالطريق كان في ذلك الوقت محفوفاً بالمخاطر لأنه يمر بالقرب من عدد من القبائل التي لها مواقع ، فاتصل بهم وأرضاهم وتعاقد معهم وقدم لهم المعونات وحفر لهم الآبار، وكتب عليهم الوثائق لكي يحافظوا على سلامة السالكين لهذا الطريق الذي أصبح يستغرق السفر فيه يوم واحد .
وعندما زارت الملكة اليزابيث عدن عام 1954م حضر الاحتفال رسميا السيد أبوبكر الكاف بصحبة السلطان الكثيري والسلطان القعيطي و الشيخ قدّال باشا ، حيث منح السيد أبوبكر الكاف وسام فارس الامبراطورية من قبل الملكة لدوره الانساني.
وإن شخصية السيد أبوبكر بن شيخ الكاف الرجل الوطني الذي ساهم في تنمية حضرموت بتاريخه السياسي والاجتماعي والاقتصادي، لجدير في معرفة أدواره في حضرموت والمهجر.
توفي السيد/أبوبكر الكاف بمدينة سيؤن عام1385هـ عن عمر ناهز 80 عاما وحضر جنازته موكب جنازي مهيب من العلماء والمواطنين من كل مكان بحضرموت لجهوده المباركة في الأعمال الإنسانية والخيرية بالمجتمع .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص