المقالات


من غير المنطقي، بل ومن غير المقبول، تحميل الوحدة اليمنية مسؤولية معاناة الشعب، لا يقول بذلك عاقل، ولا يستقيم مع منطق التاريخ والواقع.

فالوحدة كانت ولا تزال أحد الأهداف الكبرى لثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين، تماما كما كان النظام الجمهوري هدفا أصيلا لتلك الثورات.

والمحصلة التي يؤكدها العقل والمنطق أن التردي أو التحسُّن في أوضاع البلاد مرتبطٌ بمن يتولى الحكم، لا بمبدأ الوحدة ذاته، فكما لا يجوز ــ تحت وطأة الأزمات ــ الدعوة للعودة إلى حكم الاستعمار أو الإمامة، لا يجوز كذلك الدعوة للعودة إلى الانفصال.

وإذا كان الشعب اليمني قد قدّم التضحيات الجسام للتخلُّص من الاستعمار والإمامة، فمن المستحيل أن يقبل اليوم بالعودة إلى عهد التشطير والانقسام.

إن الخلل لا يكمن في الوحدة، بل في بنية الدولة الفاسدة، وإن تغيير هذه الدولة هو السبيل الحقيقي لتحسُّن الأوضاع في اليمن.

ولنا في وحدة الشعب الألماني مثالٌ حي؛ فقد تحققت بعد وحدتنا، واستطاع الألمان أن يصنعوا من وحدتهم نهوضا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا شاملاً، بينما نحن ما زلنا نعاني من سوء الإدارة وتغوُّل الفساد.

فلنُوجِّه الجهود نحو إصلاح الدولة، لا نحو تقويض الوحدة، فهي مكسب وطني لا يجوز التفريط به.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص