المقالات

اليوم الناس يرون تراجع و تدهور منظومة الخدمات و تناقص الطاقة التوليدية للكهرباء و التي لا تكاد تغطي ثلث ما كانت تغطيه .

و لكن الغريب العجيب في الامر ان كثير من الأصوات المطالبة بتحسين الكهرباء و الخدمات العامة انزوت على نفسها أو خفتت أصواتها بعد إقالة وكيل الوادي و الصحراء السابق الاستاذ عصام حبريش الكثيري .

السؤال الذي يطرح نفسه ، لماذا هذا الأفول السريع من سماء المطالبة بالخدمات و خاصة الكهرباء ؟ رغم تردي هذه الخدمات أكثر فأكثر مما انعكس سلبا على حياة المواطن مما زاد من سخط الناس على مسؤولي الدولة و مؤسساتها التي لم تف باحتياجاتهم الأساسية و الخدمية .

اين من كان يقيم الاحتجاجات تلو الاحتجاجات لمحاربة السلطة الفاسدة حسب زعمهم؟ عن طريق التظاهر و المسيرات أو ما يسمى بالعصيان المدني و حرق الاطارت و ايضا الوقفات بأنواعها و تحريك ما سمي بشباب الغضب . هل تحققت المطالب ؟ ام ان الهدف ليست المطالب بحد ذاتها بقدر هو تغيير رأس هرم السلطة بالوادي ؟ آنذاك .

و بعد إزاحة وكيل الوادي و الصحراء الاستاذ عصام حبريش الكثيري الذي كان قاب قوسين أو أدنى من شراء كهرباء قادرة على تغطية الأحمال التي لم تستطع الكهرباء الحالية على تحملها فإذا بالاوامر تصدر من محافظ المحافظة آنذاك البحسني بإيقاف التعامل مع الوكيل عصام الكثيري و من ثم إقالته.

و مع الإقالة للأستاذ عصام فرح خصومه السياسيين و بعض من لا يعرف ابجديات السياسة و أخذوا يبشرون بعهد جديد من النماء و الازدهار و القضاء على الانهيار في الخدمات و بالذات الكهرباء .

و تمر الأيام و الشهور و السنين سريعا و لكن دون توقف عجلة تدهور الخدمات و الإنتاج الذي وعد به من بشر به واستبشر ايام اقالة الاستاذ عصام حبريش الكثيري.

لا أدري أين هم اليوم من صموا اذاننا بفساد الوكيل عصام و تدهور الخدمات بل و حتى تدهور العملة ؟

و لكنني أتهم نفسي بأني لا أرى التطور و الازدهار الحضاري و التقدم التكنولوجي و العلمي الذي حدث اليوم في موطني من اختفاء انطفاءات الكهرباء و التحسن الواضح و الملموس في الخدمات بل و تحسن الوضع المعيشي و هو ما كان يطالب به شباب الغضب و إخوانهم محاربو الفساد حد زعمهم

فهل يعلن من نصبوا أنفسهم مدافعين عن الوطن و مطالبين بالحقوق و الخدمات بالانتصار ولو بالحد الأدنى في الخدمات ؟ و لكن الواقع يقول انهم انسحبوا أو انهم اجبروا على الإنسحاب من الساحة بعد أن قاموا بالمهمة التي أوكلت إليهم باقتدار و احترافيه عالية .

يبقى الوعي المجتمعي بمحصلته و تراكماته كفيل بإعادة الأمور إلى نصابها بعد توحيد الجهود المجتمعية حيث تصب في بوتقة واحدة ينتج عنها تغيير المنظومة السلطوية العليا تغييرا جذريا لا شكليا و سطحيا و هذا هو الرهان الناجع و الناجح .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص