يعيش أبناء حضرموت عامة، والوادي على وجه الخصوص، حالة من الاستنزاف اليومي بسبب خلافات ضيقة ومصالح متشابكة جعلت من المواطن أداة ضغط ووسيلة لتحقيق أهداف خاصة، لا علاقة لها بحياة الناس ولا بمعاناتهم المتفاقمة.
فكل يوم يطل علينا ما يسمى بـ"حلف قبائل حضرموت"، المسيطر على ملف الموارد النفطية، ببيان جديد يتحدث فيه عن معاناته من عدم تجاوب مؤسسة الكهرباء في استلام الكميات المخصصة لتشغيل محطات الكهرباء، بيان تلو آخر، يحمل في ظاهره الحرص على المواطنين، لكنه في جوهره يوحي وكأن معاناتنا باتت وسيلة لتسجيل المواقف وتبادل الاتهامات.
وما إن ينتشر البيان في وسائل الإعلام ومواقع التواصل، حتى تسارع مؤسسة الكهرباء بالرد عليه، بلغة معقدة مملوءة بالأرقام واللغة الفنية والعبارات المبهمة التي لا تعني شيئاً للمواطن البسيط، ذاك الذي لا يطلب سوى تيار كهربائي يقيه حر الصيف وكهور الخريف.
المواطن اليوم لم يعد يفهم شيئاً من هذه المهاترات، سوى أنه الضحية الوحيدة بين مطرقة الحلف وسندان مؤسسة الكهرباء، ممثلة عن السلطة المحلية في وادي وصحراء حضرموت ولم يعد السؤال المشروع: "من المسؤول؟"، بل بات: "إلى متى سنظل ضحايا؟".
في كل أزمة، نجد الطرفين يتقاذفان التهم، دون أن يفكر أي منهما بأن هناك مرضى بحاجة للكهرباء، وطلاباً يحتاجون إلى ضوء للقراءة، وأطفالاً لا يعرفون النوم من فرط الحر، وعائلات باتت تبحث عن شمعة في زمن النفط والغاز!
فرسالتنا للحلف إذا كنتم فعلاً تمثلون أبناء حضرموت، فلتكن مواقفكم واضحة وشفافة، ولتضعوا مصلحة المواطن فوق كل اعتبار، لا أن تستخدموا معاناته وسيلة للضغط أو مادة لبيانات إعلامية لا تُسمن ولا تُغني من جوع.
أما السلطة المحلية ومؤسسة الكهرباء فقد ارهقتمونا واخذتم مابقى لدينا عبر التلاعب بالتيار الكهربائي فنقول لكم كفى تلاعباً بالمصطلحات والتبريرات، الناس لم تعد تثق بلغة الأرقام المعقدة، بل تريد حلولاً عملية ومن حقنا كما قالها الوكيل السابق عصام حبريش واجعلونا نرى نتائج ملموسة لا تصريحات خاوية وإذا كنتم عاجزين عن تقديم الخدمات، فلتتحلوا بالشجاعة وتقولوا الحقيقة وتقدموا استقالاتكم من منصب لايشرف اخوانكم في حضرموت .
رسالتي إلى أبناء حضرموت في هذه العشر المباركات من ذي الحجة، أن نرفع أكفّ الضراعة ونوجّه سهام الدعاء إلى الله، أن يُفرّج عنّا الكرب، ويبدّل حالنا إلى احسن حال وان يهلك الظالمين للوطن والمواطنين .