مجتمع


حوار صحفي مع م. احمد سعيد بن جيود:
"العمل الخيري تطور من جهود فردية إلى عمل مؤسسي منظم بعد التسعينات"
"مشاريع التمكين هي المستقبل.. وتحتاج دعمًا حقيقيًا من المانحين"
"نحتاج إلى تنسيق بين منظمات المجتمع المدني وتوزيع الأدوار حسب التخصص"
"منظمات حضرموت تملك خبرة وكفاءات.. ويجب دمج الملتقيات الشبابية في العمل"
"نحن على أعتاب مرحلة جديدة.. ويجب أن نكون مستعدين بمشاريع استدامة قوية"


بين أروقة مدينة شبام التاريخية، ومن قلب وادي حضرموت، انطلقت أولى خطواته نحو طريقٍ لا يعرف إلا العطاء والخير، منذ عام 2000م، وهو يعمل بصمت، يحركه شغف الخدمة وابتغاء الأجر.
ضيفنا ليس فقط شاهدًا على تطور العمل الخيري، بل كان جزءًا من صناعته، من توزيع الأضاحي إلى تمكين الشباب والنساء بمشاريع الاستدامة!
في هذه المقابلة، تغوص في العدد (0) للنشرة الفصلية لمكتب شبكة النماء اليمنية بوادي حضرموت مع المهندس / أحمد بن جيود في تفاصيل المسيرة.. من الذكريات، التحديات، إلى الطموحات القادمة!

 كيف كانت بدايتكم في العمل الإنساني؟ وما الذي دفعكم للانخراط فيه؟
- بدايتي مع العمل الخيري الانساني في عام 2000م حينها كنت رئيساً للجنة التكافل بمديرية شبام , اللجنة كانت أحدى لجان جمعية الإصلاح الاجتماعي بالوادي(جمعية الوصول الانساني حالياً) ، وكان الدافع لذلك هو ابتغاء الأجر من الله وخدمة المجتمع بالمنطقة ،أما أول المشاريع التي قامت بها اللجنة بمساعدة جمعية الإصلاح هو توزيع الأضاحي سنة 1422هـ .

 ما هي أولى المبادرات أو المشاريع التي شاركتم فيها؟
- كانت جمعية الإصلاح تنفذ مشاريع موسمية (توزيع أضاحي ، حقيبة مدرسية، كسوة عيد ،توزيع تمور) ومشاريع أخرى مثل كفالة الأيتام وتوزيع علاجات للمرضى وكانت لجان التكافل بالمناطق تساهم في تلك المشاريع خاصة الموسمية منها بدفع نسبة بسيطة من التكاليف وتقوم بالتوزيع على الأسر المحتاجة.
أبرز المشاريع التي شاركت فيها لجنة شبام هي إغاثة المتضررين من سيول 2008م ومساعدة النازحين في 2015م وكذا المشاركة في مهرجانات العفاف التي نفذتها جمعية الإصلاح.

 كيف كان يتفاعل المجتمع المحلي مع العمل الخيري في بداياته؟
- اما عن تفاعل المجتمع المحلي مع العمل الخيري والانساني فكان لمدينة شبام السبق في ذلك فقد خصصت العديد من الأوقاف لمقاصد خيرية للعناية بالمساجد وسقايات لشرب الماء وتوزيع تمور رمضان ومستلزمات الزواج (أشرعة، مواقد، قدور وأوعية الأكل) . وعلاقة اللجنة بالمجتمع المحلي جيدة ، سواءً الداعمين لمشاريع اللجنة أو المستفيدين الذين يثنون على اللجنة وما تقوم به من أنشطة.
 كيف تطورت أدوات وأساليب العمل الإنساني على مر السنين؟
- عن تطور العمل الانساني ففي السابق كان يقوم بالعمل الخيري أفراد في الستينات من القرن الماضي كان للمجلس البلدي بمدينة شبام دور بارز في العمل الخيري خصوصاً في المجال الصحي . وفي التسعينات وبعد الوحدة المباركة وبعد تأسيس العديد من المؤسسات والجمعيات شهد العمل الخيري الانساني تطوراً ملحوظاً فقد تحول من العمل الفردي الى العمل المؤسسي فأصبح في الجمعيات نظام أداري ومحاسبي وسجلات وحسابات في البنوك.

 ما هي المواقف أو القصص التي لا تزال عالقة في ذاكرتكم من تلك المحطات؟
- من المواقف التي لاتزال عالقة هو مسارعة اللجنة وبمساعدة جمعية الإصلاح بإغاثة المتضررين من سيول 2008م والذين تهدمت منازلهم , وأيضاً إعانة النازحين بسبب الحرب من م/عدن عام 2015م بتزويدهم بسلل غذائية وبمساعدة لجنة التنسيق بوادي حضرموت.

 من هم أبرز الشخصيات التي كان لها دور في تأسيس ودعم العمل الإنساني بوادي حضرموت؟
- أبرز الشخصيات الذين لهم دور في العمل الانساني : في مدينة شبام المرحوم الشيخ محفوظ سالم شماخ والمرحوم محمد محفوظ بلفقية وقد كان لهما دور في تأسيس جمعية حضرموت الخيرية, أما على مستوى الوادي لا ننسى دور الشيخ صلاح باتيس في تاسيس مؤسسة البادية ومؤسسي جمعية الإصلاح رشيد باكثير ومحسن مولى الدويلة ومؤسس جمعية الدعوة عبدالله باجهام وجمعية النهضة عبدالرحمن السقاف .

 ما أبرز التحديات التي تواجه العمل الإنساني في وادي حضرموت حالياً؟
-أما عن أبرز التحديات فتتركز في:
1) ازدياد عدد المحتاجين للمساعدة بسبب الأزمة التي تمر بها البلاد.
2) شحة التمويل بسبب التضييق على الجهات الداعمة في الخارج.

 كيف يمكن للمانحين تعزيز استدامة البرامج والمشاريع بدلاً من تقديم مساعدات طارئة فقط؟
- في الآونة الأخيرة برزت مشاريع التمكين (مهنتي بيدي) والتي تهدف الى تدريب الشباب والنساء على أتقان بعض الحرف أو الأعمال ومن ثم دعمهم بوسائل عمل تعينهم على تأسيس مشاريع خاصة بهم , لذا يتطلب من المنظمات المانحة دعم هذه المشاريع .

 كيف تقيمون أداء منظمات المجتمع المدني في حضرموت اليوم؟
- أداء منظمات المجتمع المدني حالياً جيد وفعال وحبذا لو يتم التنسيق بين تلك المنظمات والعمل بمبدأ التخصص جمعيات تتجه للمجال الصحي وأخرى للعمل الإغاثي وثالثة تركز على مشاريع التمكين .

 ما مدى استقلالية هذه المنظمات؟ وهل تمتلك الكفاءات والقدرات اللازمة؟
- العديد من المنظمات تمتلك الكفاءات بحكم خبرتها الطويلة في مجال العمل الانساني، كما أن البعض منها لديها مندوبين متطوعين في المناطق المختلفة ويتطلب من المنظمات التنسيق مع الملتقيات الشبابية التي انتشرت مؤخراً وتأهيل كوادرها.

 ما الدور الذي يمكن أن تلعبه هذه المنظمات في المرحلة القادمة؟
- حالياً البلاد تعيش في أزمة لكنها أنشاء الله ستفرج وتبدأ مرحلة جديدة سيتم التركيز فيها على مشاريع الاستدامة، لذا على المنظمات أن تكون جاهزة بمشاريعها الطموحة لتقديمها الى المنظمات المانحة التي ستتواجد بكثرة.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص