أُعلن اليوم في مدينة المكلا عن اتفاق تاريخي أنهى حالة التوتر الأخيرة بين السلطة المحلية بحضرموت وحلف قبائل حضرموت، في خطوة وُصفت بأنها انتصار لصوت الحكمة وتجسيد لروح التفاهم الحضرمي التي لطالما ميّزت أبناء المحافظة.
وجرى التوقيع مساء الأربعاء 3 ديسمبر 2025م على "محضر اتفاق" بين الجانبين، بحضور لجنة وساطة واسعة من المقادمة والمشائخ والمناصب والشخصيات الاجتماعية، وبإشراف الفريق السعودي "اللجنة الخاصة" الذي وصل إلى المكلا خصيصاً لإسناد جهود التهدئة.
ويُعد الاتفاق دليلاً بارزاً على قدرة الحضارم على معالجة خلافاتهم عبر الحوار، وتغليب المصلحة العامة على أي دعوات للتصعيد، في موقف أعاد التأكيد على وحدة الصف وحرص الجميع على استقرار حضرموت وحماية مكتسباتها.
وينص الاتفاق على الوقف الفوري للتصعيد العسكري والأمني والإعلامي، والعودة إلى حالة التهدئة الكاملة، بالتزامن مع منح لجنة الوساطة الوقت اللازم لاستكمال عملها والوصول إلى توافق شامل بين الطرفين.
كما شمل الاتفاق ترتيبات ميدانية دقيقة، أبرزها انسحاب قوات الحلف إلى مسافة كيلومتر واحد من مواقع الشركات، وإعادة تموضع قوات حماية الشركات، وعودة موظفي شركة "بترومسيلة" لممارسة أعمالهم بصورة طبيعية.
وتضمن المحضر أيضاً تنظيم انسحاب قوات النخبة المساندة إلى مسافة ثلاثة كيلومترات، ومنع أي تعزيزات عسكرية من الطرفين خلال فترة التنفيذ، بما يضمن تثبيت حالة الاستقرار ومنع أي مستجدات قد تؤدي إلى توتر جديد.
واتفق الطرفان على عقد لقاء قريب بين المحافظ سالم الخنبشي والشيخ عمرو بن حبريش في منطقة العليب، إضافة إلى توحيد الموقف تجاه أي محاولات تدخل من خارج حضرموت باتجاه مواقع الشركات النفطية.
كما نص الاتفاق على دمج أفراد وضباط قوات الحلف ضمن قوات حماية الشركات النفطية بقيادة العميد أحمد عمر المعاري، مع بقاء الشيخ بن حبريش في موقعه مع حراسته دون أي مظاهر مسلحة، وتأكيد التزام الطرفين بتنفيذ بنود الاتفاق تحت إشراف لجنة الوساطة.

