كنتُ خارجاً من إحدى الصرافات بعد نزول الرواتب .. وصادفت من خرج قبلي بقليل وهو موظف بمؤسسة إيرادية كبيرة ومعروفة ورواتبهم مجزية ..!!
أخذ ذلك الرجل يوزع عدداً كبيراً من العملات النقدية على ( الطلابات ) أو الشحاذات المتواجدات بجانب الصرافة بكل فرح ..!!
أخذن يتوافدن عليه وهو يعطيهن .. فتعجبتُ من ذلك الرجل .. إذ لم أرَه في بلاده القروية الصغيرة يعطي مسكيناً محتاجاً أو شخصاً ذو عيال قد أحاط به الفقر وبدَت عليه المسكنة ..!!
من يستحق المرحمة ؟؟ .. طرحت ذلك السؤال على نفسي بألم وحُرقة .. هل هنّ تلك النساء اللواتي اتخذن من مهنة الشحاتة مصدراً لانتزاع أموال الناس تحت غطاء الفقر .. والله أعلم بحاجتهن وصدقهن ..!!
علماً أن كثيراً مما نسمعه من قصص وأحوال تنبئ عن كذب الكثير منهن ومنهم .. إذ البعض منهم تبين أنه منخرط في عصابات ومجموعات مقسمين على المرافق والشوارع والصرافات والبنوك وغيرها ..!!
فيا من تريد بعثرة مالك في غير مستحقيه .. لن تجد أولى من هؤلاء اللصوص المغلفين بالمسكنة واللؤم .. وإن أردتَ الخير فتصدق على جارٍ أو قريب أو مسكين ممن تعرفه .. فـ ( الأقربون أولى بالمعروف ) ..!!
لا توجد صدقة مثالية ولا يوجد نموذج جاهز كي نعرف المسكين المتعفف دون سواه .. فلكل إنسان كرامته التي تجعله لا يمدّ يده للناس فلا ننخدع بالمظاهر والأشكال ..!!

