الغرب يعود لأخلاقيات الفطرة والأفارقة إلى الجاهلية

أصدرت إحدى محاكم مدينة كولونيا الألمانية في يوليو2012م حكم قضائي قضى بتجريم ختان الفتيان واعتباره "اعتداء جسديا" ٬ مخلفا ردود أفعال بين مؤيد له لكونه شعيرة دينية ومعارض من وجهة نظر "حقوقية وإنسانية".

إلاّ أن المجلس الألماني للأخلاقيات ٬ وهو هيئة مستقلة تضم حكماء وعلماء ورجال دين وتتولى مناقشة قضايا تشغل بال المجتمع الألماني ٬ حسم الأمر أمس بالإجماع لصالح المسلمين واليهود المتضررين من قرار المنع ٬ بعد نقاش طويل وأخذ ورد.

وأوصى المجلس الذي يعتقد أنه سيضع حدا لهذا السجال ٬ بالسماح بالختان الديني للفتيان دون السن القانونية ٬ لكن وفق شروط صارمة تؤكد "عدم التسبب في إيذاء الطفل أثناء عملية الختان".

وأصدر البرلمان الألماني (البوندستاغ) الشهر الماضي قرارا غير ملزم يطلب من المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل طرح مشروع قانون "يضمن استمرار السماح بإجراء عمليات الختان للفتيان بطرق طبية فعالة ٬ دون التسبب في آلام لهم".

ومن جهتها كانت حوالي عشرين جمعية مسلمة ألمانية قد وجهت نداء إلى البرلمان الألماني وإلى العديد من السياسيين خاصة الذين تدعمهم الجالية المسلمة ٬ نظرا لمواقفهم تجاه الإسلام والمسلمين ٬ من أجل التحرك في أسرع وقت ممكن لاعتماد قانون يجيز ختان الفتيان لكونه أحد أهم الممارسات التي يحث عليها الدين الإسلامي ٬ وعدم التعرض للحرية الدينية.

وانضمت إلى صفوف المحتجين عن قرار المنع الكنيستان الكاثوليكية والبروتستانتية اللتان تتفهمان ارتباط المسألة بالدين ٬ إلى جانب حزب الخضر الذي سبق وأن اقترح خطة تمنح الدين الإسلامي في ألمانيا وضع المؤسسة الدينية المعترف بها ٬ ومساواتها مع الديانتين المسيحية واليهودية.

كما أصدرت يوم الاثنين 28/8/2012م  الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال خطوطا إرشادية جديدة تقول إن الفوائد الصحية لختان الأطفال الذكور يفوق مخاطر هذه الجراحة ولكنها لم تصل إلى حد إصدار توصية شاملة بإجراء الختان لكل الأطفال قائلة إن الوالدين لا بد وأن يكون لهما الرأي النهائي.

ودفع لهذا التغيير أدلة علمية تشير إلى أن الختان يمكن أن يحد من خطر الإصابة بأمراض مجرى البول لدى الأطفال ويحد من خطر الإصابة بسرطان القضيب والأمراض التي تنقل من خلال الاتصال الجنسي ومن بينها فيروس (إتش آي في) وفيروس الورم الحليمي (إتش بي في) الذي يسبب سرطان عنق الرحم وأنواع أخرى من السرطان.

وفي زيمبابوي يخضع عدد من نواب البرلمان لعملية ختان في إطار حملة لتقليل الإصابة بمرض الايدز وفيروس اتش اي في في البلاد ، وأسست عيادة صغيرة مؤقتة في مبنى البرلمان بالعاصمة هراري للقيام بالمهمة.

وقال بلسنغ شبوندو، رئيس جماعة برلمانيو زيمبابوي ضد الايدز ، ان هدفه الاساسي هو تشجيع المواطنين على ان يحذوا حذوهم.

وتشير دراسات الامم المتحدة الى ان ختان الذكور (الطهور) يقلل من انتشار مرض الايدز.

وقال تقرير لحملة الامم المتحدة لمكافحة الايدز ومنظمة الصحة العالمية ان خطر الاصابة بالايدز بين الرجال تقل بنسبة 60 في المئة في حالة الختان.

وهذه الفطرة التي يعمل بها المسلمون ، اما الجاهلية فقد دعت إحدى حركات المجتمع المدني في توغو النساء في سائر أنحاء البلاد إلى بدء إضراب عن المعاشرة الزوجية لمدة أسبوع في إطار حملة للمطالبة باستقالة الرئيس.

وتقول حركة (من أجل إنقاذ توغو) ، التي تضم تحت لوائها 16 من منظمات المجتمع المدني وحركات المعارضة ، إن الامتناع عن الجنس يعد سلاحا قويا لتحقيق التغيير في الدولة الواقعة في غرب القارة الإفريقية والتي يتزعمها الرئيس فوريه جاسينجبي منذ 2005.

وقالت أستو يابي (32 عاما) لوكالة الأنباء الألمانية عن طريق الهاتف "نريد من كافة النساء اللواتي يناصر أزواجهن الرئيس أن يرفضن المعاشرة الزوجية إلى أن تسمع أصواتهن".

ويذكر أن الإضرابات الجنسية استخدمت بنجاح في أنحاء أخرى من أفريقيا خلال الأعوام الأخيرة ، فقد دعت منظمة نسائية كينية في عام 2009 زوجات كبار المسؤولين بالحكومة إلى الامتناع عن الجنس بغية وضع حد للتشاحن السياسي الداخلي.

وفي عام 2003 حرضت الناشطة الليبرية ليما جبوي على إضراب جنسي جماعي في إطار مسعى لوضع حد لـ 14 عاما من الحرب الاهلية ، وحصلت فيما بعد على جائزة نوبل للسلام.

 

وجاهلية الرجال تمثلت في وعد مرشح إيطالي لمنصب رئاسة الحكومة الإقليمية في صقلية بأن يمتنع عن ممارسة الجنس إذا جرى انتخابه.

وقال روزاريو كروكيتّو مرشح الحزب الديمقراطي إلى هذا المنصب ، ذي الميول اليسارية ، في حديث إلى صحيفة "لا ريبوبيلكا" الإيطالية "إذا أصبحت رئيساً لإقليم صقلية ، سأقول وداعاً للجنس وأعتبر نفسي متزوجاً من صقلية وسكانها".

والواقع أن الإسلام لم يغفل هذا الجانب الحساس من حياة الإنسان ، وحياة الأسرة ، وكان له في ذلك أوامره ونواهيه ، سواء منها ما كان له طبيعة الوصايا الأخلاقية ، أم كان له طبيعة القوانين الإلزامية.

- أول ما قرره الإسلام في هذا الجانب هو الاعتراف بفطرية الدافع الجنسي وأصالته ، وإدانة الاتجاهات المتطرفة التي تميل إلى مصادرته ، أو اعتباره قذرا وتلوثا ، ولهذا منع الذين أرادوا قطع الشهوة الجنسية نهائيا بالاختصاء من أصحابه ، وقال لآخرين أرادوا اعتزال النساء وترك الزواج: " أنا أعلمُكم بالله وأخشاكم له، ولكني أقوم وأنام ، وأصوم وأفطر ، وأتزوج النساء  فمن رغب عن سنتي فليس مني ".

 - كما قرر بعد الزواج حق كل من الزوجين في الاستجابة لهذا الدافع ، ورغب في العمل الجنسي إلى حد اعتباره عبادة وقربة إلى الله تعالى، حيث جاء في الحديث الصحيح: " وفي بضع أحدكم (أي فرجه) صدقة . قالوا: يا رسول الله ، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال: نعم .. أليس إذا وضعها في حرام كان عليه وزر ، كذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر، أتحتسبون الشر ولا تحتسبون الخير ؟ " . رواه مسلم.

ولكن الإسلام راعى أن الزوج بمقتضى الفطرة والعادة هو الطالب لهذه الناحية والمرأة هي المطلوبة ، وأنه أشد شوقا إليها ، وأقل صبرا عنها ، على خلاف ما يشيع بعض الناس أن شهوة المرأة أقوى من الرجل ، فقد أثبت الواقع خلاف ذلك .. وهو عين ما أثبته الشرع.

ولهذا أوجب على الزوجة أن تستجيب للزوج إذا دعاها إلى فراشه ، ولا تتخلف عنه كما في الحديث: " إذا دعا الرجل زوجته لحاجته ، فلتأته وإن كانت على التنور ". رواه الترمذي.

 وحذرها أن ترفض طلبه بغير عذر، فيبيت وهو ساخط عليها ، وقد يكون مفرطا في شهوته ، فتدفعه دفعا إلى سلوك منحرف أو التفكير فيه ، أو القلق والتوتر على الأقل ، " إذا دعا الرجل امرأته ، فأبت أن تجيء ، فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح ". متفق عليه0

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص