اسمع جعجعة ولا أرى طحينًا هكذا قيل في الأمثال عندما يكون الكلام كثير والعمل لاشيء ولعل ذلك ينطبق على مؤتمرات المانحين أو أصدقاء اليمن التي تعقد هنا وهناك دون أن يرى المواطن شيء ملموس غير التعهدات التي تطلقها الدول المانحة ولا تدفع منها شيئاً.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة هل اليمن فعلاّ فقيراّ لدرجة انه لايرى بدلا من عقد هذه المؤتمرات أم أن هناك من يسوق للخارج فقر اليمن حتى يكون له من الطيب نصيب؟
لقد قال البروفيسور الماليزي مهاتير محمد عند زيارته الى اليمن مؤخر (( إن وضع اليمن أفضل بكثير من وضع ماليزيا قبل نهضتها )) ، إذًا فاليمن ليس بفقير من حيث الموارد هكذا اعتقد و لكنه فقير إلى الرجال الذين يضعوا مصلحة هذا الوطن فوق كل شيء ، هنا نحن لا نعمم ولكنا كمواطنين نضيق ذرعاّ من هذه المؤاتمرات التي لاتزيدنا إلاّ ذلاّ وصغار في عيون الآخرين.
وعندما انطلقت الثورة الشبابية وأفضت الى ما أفضت إليه من تقاسم للسلطة وانتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة وفاق ، استبشر الناس خير في ان يتحسن الوضع الاقتصادي في اليمن من الداخل ولكن على مايبدو كأنك يابوزيد ماغزيت فالثورة التي كان شهدائها بالمئات وجرحاها بالآلاف التي سالت دمائهم في جميع الساحات اليمنية من اجل التغيير و الغد الأفضل والقضاء على الفساد وبناء الدولة المدنية ولم يستفيد منها الإّ القتلة والفاسدين وذلك من خلال إعطائهم الحصانات وإعفائهم من المحاكمات بعد ماقتلوا ونهبوا ثروات هذا الشعب الذي تتسول باسمه حكومة الوفاق على ابواب الدول المانحة فان هذه الدول مهما اعطت فانها في الأخير لاتعطيك شيء ببلاش.. وهنا اذكر المثل الشعبي القائل ((اعطي الفم يستحي الوجه)) وهكذا تصبح الحكومة اليمنية ضعيفة أمام هؤلاء لاتملك قرارها ...
في الوقت الذي تستطيع أن توفر لها موارد ذاتية دون أن تمد يدها لأحد من خلال تجفيف منابع الفساد المستشري في مفاصل الدولة وعدم التفريط في الحق العام .
فلو ان فاسدا من الهوامير الكبار جرد من أمواله التي هي في الأصل مال الشعب لكفى الحكومة ميزانية سنوات عدة ولا أغناها عن سؤال الآخرين ، كذلك لو تم ايضا مراجعة اتفاقية الغاز سيئة الصيت مع كوريا واتفاقية تشغيل ميناء المنطقة الحرة بعدن مع موانئ دبي تصوروا كم من المليارات من الدولارات ستدخل الى خزينة الدولة ويستفيد منها الشعب بدلاً ماتذهب إلى جيوب الفاسدين هذا على سبيل المثال لا الحصر.
أم ان سياسة الاستجداء باتت ثقافة الحكومات اليمنية حتى تلك التي جاءت بعد الثورة والتغيير .....
عبدالله مبارك باحارثة
a-m-b-8@hotmail.com