العمل التطوعي في الزواج الجماعي

التطوع قيمه حضارية حث عليها ديننا الحنيف ورغب فيها لأهميتها على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع فالتطوع هو عمل نابع من رغبة ذاتية ودافع شخصي دون مقابل  يعزز معنى التعاون والتكافل والذي لايكمل إيمان المرء إلا بتحقيقه قال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى) وقال صلى الله عليه وسلم: ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحبه لنفسه ) .. والأحاديث تترا في هذا المجال..

على هذا النهج تنافس وتسابق الصحابة والسلف والخلف وسارعوا وتدافعوا لإقامة دين الله في الأرض فملؤا الدنيا محبة وألفة ومودة ورحمة وعدلا ووئاما

وهاهم أهل منطقة السويري يجسدون هذه القيمة الحضارية الراقية قولا وفعلا وعملا في مشروعهم السنوي مهرجان التيسير للزواج الجماعي متمثلا في الآتي:

1-  لجنة الزواج الجماعي صاحبة الفضل ونصيب الأسد في الأجر بإذن الله ..فبمجرد الإعلان يحملون الهمّ ويجتمعون الساعات الطوال لأشهر عديدة يضعون خططهم وبرامجهم ويصولون ويجولون وينسقون مع كل الجهات الرسمية والشعبية ويتواصلون مع الداعمين بل ويريقون ماء وجوههم من أجل تعلوا الابتسامة وتعم الفرحة العرسان وكل أهل البلد

2-  لجان الخدمات من الرجال والنساء   ترى البشاشة في وجوههم والابتسامة على شفاههم وتلهج ألسنتهم بعبارات التأهيل و الترحيب ..غاية سرورهم توفير الأريحية للضيوف والمعازيم بكل معانيها من تجهيزات وفرش وأعمال كهرباء وصيانة ومراقبة وتوفير للطعام والشراب لكل الناس  ...قيل لأحد كبار الضيوف ماالذي أعجبك في الزواج الجماعي بالسويري قال أعجبني الخدمة والنظام ففي أقل من نصف ساعة يقوموا بتوزيع الوجبة لأكثر من (12000)ضيف ثم يعيدوا المكان أفضل مما كان ..فلله درهم

3-  لجنة النظام المتمثلة في شباب الكشافة ترى النور على وجوههم والابتسامة لاتفارقهم ..يرتبون وينظمون حركة السير للداخل والخارج يظل الواحد منهم واقفا لأكثر من عشر ساعات لايكل ولايمل

4-  رجال الإعلام وفرقة الشبواني والفرق الفنية  كم لهم من إعدادات وتدريبات ولقاءات ليقدموا أفضل مالديهم بنفسية صافية وراضية همهم نجاح الفعاليات وسعادة الجميع

5-  أما مهندسوا المطبخ والطباخة فحدث عنهم ولاحرج توتر ومشقة وتعب قد يصاحبه مرض ناهيك عن الجنود المجهولين العاملين في صمت وخفاء

والخلاصة أن كل هذه الجهود المضاعفة من هؤلاء الجهابذة تتم تطوعا من عند أنفسهم لايريدون جزاء وشكورا من أحد إلا من الله همهم إنجاح الزواج وسعادة العرسان وذويهم وإدخال السرور عليهم  فوالله وتالله ليس لهم جزاء على حسن صنيعهم إلا من الله نحسبهم ولانزكيهم أنهم من خير الناس ويقومون بأحب الأعمال إلى الله بنص حديث رسول الله (خير الناس أنفعهم للناس ) وقوله (أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم )فبارك الله في هذه الجهود العظيمة وكتب الله أجر الجميع  ومن لايشكر الناس لايشكر الله .

بقلم : سالم عبد حديحان

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص