أريحوا و استريحوا

ان العمل ضرورة حياتية اجتماعية يجب على كل فرد أن يعمل عمل نافع يخدم المجتمع حتى يتحمل مسئولية الأسرة التي يعولها سواء كان ذكر أو أنثى والعمل في الإسلام عبادة إذا قصد من ذلك خدمة الإسلام والمسلمين.

أن الأفراد في كل المجتمعات لابد لهم من عمل نافع يحصلوا من خلاله على دخل يحفظ لهم ولأسرهم حياة كريمة فالعمل ضرورة يتوجب على كل إنسان قادر أن يعمل حتى لا يكون عالة على غيرة فالعمل الشريف النافع عبادة دعا إليها الإسلام وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( من أمسى كالاً من عمل يده بات مغفوراً له ) وفي الحديث الآخر (ان الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) .

ان الشاب عندما يتخرج يفكر في العمل حسب المجال الذي درسه وأن لم يكن قد درس فأنه يعمل بأي عمل عضلي لأنه يفكر في الأنفاق وتكوين أسرة ولابد له من خوض غمار العمل حتى يستطيع من توفير مصاريف الزواج وغيرها من متطلبات الحياة لذلك إذا تخرج شخصاً ما من الجامعة وأنتظر طويلاً ليتم توظيفه وعرف في الأخير أسباب عرقلة توظيفه هو أن أشخاصاً قد جاوزوا السن القانوني للمعاش وما زالوا يحتفظون بوظائفهم الحكومية وكأن هذه الوظيفة أو تلك قد خلقت له أو حكراً عليه ، ولا يستطيع أي شاب مقبل على الحياة شغلها فما موقف هذا الشاب الذي ظل منتظراً لذلك الشيخ العجوز الذي تشبت بالوظيفة ولم يرد إن يستريح ويريح الآخرين من همه و يتيح فرصة للشباب أن يبدءوا حياتهم العملية التي تعطلت بسبب عدم تقاعد من بلغ أحد الأجلين ، فالينظر هؤلاء إلى الماضي قبل خمسة وثلاثون عاماً عندما كان كل منهم شاباً مقبلاً على الحياة يطلب الوظيفة ليبدأ مرحلة جديدة من حياته كم كان يفكر في مشاريعه المستقبلية بعد الوظيفة فلما الآن يحرم غيره من رسم الخطط المستقبلية والتفكير في الأيام القادمة ليعيش حياة كريمة .

إذا ما ذا تنتظرون من هؤلاء الشباب الذين حرموا من الوظائف بسبب مجموعة من ضعاف النفوس الذين أغراهم المال بسبب الفساد الإداري المالي والرشوة والحصول على مبالغ كبيرة من الوظيفة فظنوا أنهم خالدون فيها ولا يريدون تركها ويدافعون عن بقائهم بكل الأساليب والحيل ، لقد ساعدهم على هذه الوضعية ماتعيشه البلاد من الفساد المالي والإداري في جميع أجهزة الدولة من القمة إلى القاعدة فتراهم يعيثون فساداً ولا ينكر عليهم ذلك لان السلم الإداري الذي يعلوهم طارباً في الفساد يعيش على الرشوة وتحصيل الأموال بطريقة غير شرعية ولا يعطي لكل ذي حق حقه تذهب المكافآت إلى هذه القلة القليلة التي تجاوزت السن القانوني للمعاش ومازالت تعيث في الأرض فساداً على قمة السلطة وأدناها .

أما آن الأوان لكم أن ترحلوا وتستريحوا أم أن الشيطان قد أغراكم بأنكم خالدون على كراسي الفساد وأن الأمور لا يمكن لها أن تدار إلا بكم وأنكم باقون في الوظيفة مدى الحياة.

كلكم واهمون تتخبطون في مستنقع الفساد وسيأتي اليوم الذي تجرجرون فيه إلى المحاكم و النيابات ليتم محاسبتكم على كل أفعالكم وتصرفاتكم ويخلوا بكم الصديق ويشمت فيكم العدو فأريحوا واستريحوا قبل أن يأتي ذلك اليوم الذي لا ينفع فيه الندم .

بقلم :حسين علي عفيف

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص