إنك .. ولكن ..(1)

هذه نماذج  من ضغوط الحياة ..  لكنها لم تحل بين رجالٍ صدقوا ما عاهدوا الله عليه .. بل بددوها ..تجاوزها  .. قفزوا فوقها .. وضعوها تحت أقدامهم .. وصدق الله : (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [القصص : 56]

( 1 ) الحاج خالد ثبته الله يحكي قصته

أحد أغنى أغنياء برلين عاصمة ألمانيا تاب إلى الله توبة نحسبها نصوح والله حسيبه وحكى  قصته التالية إنه الحاج خالد الألماني الجنسية فأفاد  :

أنه امتلك محلات مشهورة في مواقع إستراتيجية  بالعاصمة وخارجها مميزة : مراقص ، ومحلات سمسرة وحرام ، تدر له ملايين الدولارات ، فدخله 40 ألف يورو شهرياً .

دعاه أحد المسلمين لحضور افتتاح مسجد جامع وألح عليه ، فقبل الدعوة ، وبعد انتهاء الحفل شاهد عند باب المسجد رجلاً يبيع ماء زمزم (الماء المقدس) فأراد شراء عبوة منه  .

توقف أمام بائع ماء زمزم (الماء المقدس) , أدخل يده في جيبه لإخراج النقود لشراء ماء زمزم (الماء المقدس) فانتابه شعور غريب إذ خرجت يده من جيبه لكنها لم تستطع إخراج نقود !؟ فأجهش بالبكاء ، وأذهل جميع من كان حوله ، طلب من رجل واقف بجواره أن يشتري له العبوة من ماء زمزم (الماء المقدس) أو على الأقل أن يعيره قيمتها ، لكن الرجل أبى ، وكل من حوله رفضوا طلبه إذ كان الجميع مستغرباً ذهلاً مما يرى  ، قال له أحدهم : كيف نعيرك نقوداً وجيبك  ممتلئ بالنقود ؟!.

هنا استيقظ الرجل من غفلته وقال لهم : هذه الأموال حرام ، وأنا أريد أن أحصل على الماء الحلال ، الماء المقدس الطاهر .

انصرف الجميع من حوله  ولم يحظ بشربة من ماء زمزم (الماء المقدس) وذهب هو إلى منزله ، ومكث ثلاث أيام يبكي لم يخرج لمقابلة أحد ، بعدها أغلق بعض المحلات والمراقص في وجه مرتاديها .

اعتقد زملائه وزبانية محلاته أن به مس من جنون ، فنقلوه إلى مشفى الأمراض العقلية والنفسية ، فبقي هناك شهرين ونصف ، وحينها اقتنع الأطباء أن ليس به جنون ، وأنه بكامل قواه العقلية .

خرج من المستشفى ، ثم أتلف جميع ما يملك من الأموال الحرام ، وأعلن توبته ، واختار لنفسه عمل أتدرون ما العمل الجديد الذي اختاره لنفسه ؟

لقد رمى الدنيا خلف ظهره ، واختار أن يعمل في جمع الزبالة من أحياء مدينته برلين ويبيعها ؟!! لكنه مسرور بعمله الجديد هذا ، لأنه رزق حلال فتحه الله له وعوضه به ليعيش حياة عامرة بعد أن ذاق حياة اللهو واللعب .

 حج العام 1432هـ وحكى قصته هذه في المخيم الأوربي .    

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص