لله درك أيها العملاق ..

يحتفل الإصلاحيون هذه الأيام بالذكرى الثانية والعشرين لتأسيس حزبهم العملاق (( التجمع اليمني للإصلاح )) في الثالث عشر من سبتمبر 1990م متخذاً من الآية الكريمة في سورة هود على لسان نبي الله شعيب عليه السلام ( إن أريد إلاّ الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ) شعاراً له .. يقول الإمام الرازي رحمه الله عن هذه الآية في تفسيره (الكبير): ( والمعنى : ما أريد إلاّ أن أصلحكم بموعظتي ونصيحتي ، وقوله ما ( استطعت ) فيه وجوه : الأول أنه ظرف والتقدير مدة استطاعتي للإصلاح وما دمت متمكنا منه لا آلو فيه جهدا ، والثاني أنه بدل من الإصلاح ، أي المقدار الذي استطعت منه ، والثالث أن يكون مفعولا له أي ما أريد إلاّ أن أصلح ما استطعت إصلاحه.

ثم يقول: واعلم أن المقصود من هذا الكلام أن القوم أقروا بأنه حليم رشيد ، وإنما أقروا له بذلك لأنه كان مشهورا فيما بين الخلق بهذه الصفة ، فكأنه عليه السلام قال لهم إنكم تعرفون من حالي أني لا أسعى إلاّ للإصلاح وإزالة الفساد والخصومة ، فلما أمرتكم بالتوحيد وترك إيذاء الناس ، فاعلموا أنه دين حق وأنه ليس غرضي منه إيقاع الخصومة وإثارة الفتنة ، ثم يقول : ( وأما الإجبار على الطاعة فلا أقدر عليه ) .. وفي الحقيقة فإن ما ورد على لسان شعيب عليه السلام إنما هو الكلام نفسه الذي ورد ويرد على لسان كل نبي ومصلح في هذه الدنيا .. وقد قالت العرب : بضدها تتميز الأشياء .. فعلى قدر سهولة الإفساد تكون صعوبة الإصلاح , والإفساد لا يحتاج إلى كثرة تفكير بينما الإصلاح ينبني على تفكير عميق وصعب وعلى إعداد كبير يكبر بحسب كبر المراد إصلاحه ، ومن هنا نرى ما يتمتع به قادة الإصلاح من تفكير عميق ولا يقدمون على قرار إلاّ بعد الدراسات المستفيضة والمفاضلة بين البدائل المترتبة على ذلك وتحكيم العقل دائماً وأبداً حتى وصفوا في كثير من المواقف بالخوف والجبن وفي الحقيقة هم ينظرون إلى الأمور بنظرة بعيدة ، نظرة تشخص المستقبل وتنشد بنائه بعيدة عن النظر القريب إلى ما تحت القدمين وحولهما ..

وقد برز الإصلاح كقوة فاعلة منذ أول يوم من تأسيسه وعقد مؤتمراته العامة بانتظام فقد عقد إلى اليوم أربعة مؤتمرات عامة وشارك في حكومتي الائتلاف ( المؤتمر والإصلاح والاشتراكي ، ثم المؤتمر والإصلاح ) وقدم ممثليه ووزرائه النماذج الرائعة في الصدق والنزاهة والإخلاص والتفاني في العمل وإتقانه ..

أيها الإصلاحيون وأنتم تحتفلون اليوم بذكرى تأسيس عملاقكم ( الإصلاح ) وتتذكرون إنجازاته وأعماله وما حققه خلال عقدين من عمره لا تنسوا أن تكونوا ملتزمين منهجه وأهدافه وتراقبوا تصرفاتكم ومعاملاتكم ، وتنتبهوا إلى سلوككم وأخلاقكم فإنها تعكس مدى ثقافتكم وقيمة مشروعكم الذي تحملونه وتنشدون بنائه وتسعون من خلاله لبناء يمنكم الجديد ودولتكم الحديثة ..

أيها الإصلاحيون لقد تعلمنا من ( الإصلاح ) الكثير والكثير في مجالات شتى فتعلمنا العلم الشرعي وفهم الواقع المعاش والعلاقة مع الآخرين .. فإصلاحنا ليس حزباً سياسياً فحسب بل هو حزب شامل لكل جوانب الحياة والسياسية والتربوية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها ..

أيها الإصلاحيون لقد نهج حزبكم الإصلاح طريق النضال السلمي للإصلاح الشامل وهو طريق صعب وطويل لكنه يجنب اليمن كثيراً من المهالك ويحقق كثيرا من المكاسب وليس ببعيد عنا ما دار في ثورة الشباب السلمية في العام الماضي وكيف رأينا الحكمة وقد تجلت في مواقف كثيرة لقادة حزبنا الإصلاح حفظهم الله ورعاهم وثبتهم على الحق ..

أيها الإصلاحيون : لا يضركم كثرة أعداء الإصلاح فاليوم تكالب الجميع بقايا نظام العائلة ، الحوثيون ، الحراكيون ، القاعدة وأنصار الشريعة و.... والكل ينظر إلى الإصلاح بأنه العائق والعقبة التي أمامه ، وإن هذا ليدل دلالة واضحة على سلامة الطريق وصدق المنهج .. فاثبتوا على الحق وقووا صلتكم بالله عز وجل وتضرعوا إليه واستعينوا به والله ناصركم ..

سدد الله على طريق الحق خطاكم وبارك في جهودكم .. وجعل عيدكم الثاني والعشرين فاتحة خير ونصر وتمكين للإسلام والمسلمين وكل عام والإصلاح والإصلاحيون وأهل اليمن بألف خير ..

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص