من الواجب علي كأحد "الإصلاحيين" المنتمين لهذا الكيان الوطني الكبير - الإصلاح - أن اعبر عن سعادتي الغامرة وارتياحي العميق , بما حققه "الإصلاح" من انجازات وطنية عظيمة ,منذ تأسيسه وحتى اليوم – وان اختلف معي البعض- وسأحاول هنا التذكير ببعض مآثر "الإصلاح" التي لا تنس على الإطلاق , وخاصة ونحن نحتفي "بالإصلاح" بمناسبة مرور (22) عاماً على تأسيسه والذي يصادف يوم 13/ سبتمبر/2012م ..
مر "الإصلاح" بمراحل حساسة ومواقف عصيبة منذ تأسيسه وحتى اليوم , وسيظل يمر بهذه المراحل والمواقف مادام مستمرا" في نضاله الوطني الهادف إلى تحقيق الإصلاح الشامل في جميع المجالات الحياتية , ومستنيرا" في ذلك بمنهج ومبادئ الإسلام وقيمه الخالدة , وقياماً منه بواجب "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في ظل تقاعس الآخرين عن القيام به , أو أنهم قاموا بهذا الواجب , ولكنهم اختاروا أساليب أخرى مغايرة لمنهج الإسلام في الإصلاح والتغيير , فافسدوا ولم يصلحوا , وسكتوا عندما ينبغي الكلام .. وينطبق عليهم وصف الله عزوجل للمنافقين بقوله تعالى: ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ . أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ . وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ .)) ..
أولا : "فالإصلاح" ومن خلال برامجه السياسية الهادفة , استطاع - بتوفيق من الله عز وجل - أن يعيد للعمل الحزبي والسياسي دوره الفاعل في خدمة المجتمع – تجربة "الإصلاح" في المشاركة في الحكم - وللتعددية السياسية حيويتها ورونقها – تجربة "الإصلاح" في المنافسة الانتخابية - في ظل وجود قوى سياسية وحزبية هامشية , لا تمتلك من السياسة والحزبية سوى الاسم الخارجي الذي تعرف به ..
ثانياً : استطاع "الإصلاح" ومعه بعض القوى الوطنية , أن يحمي "الوحدة اليمنية" التي تحققت سلمياً في 22/مايو/ 1990م من خلال دوره الفاعل في الدفاع عنها في حرب "الانفصال" العام 1994م , وذلك من منطلق وطني , ولكنه لم يستبح دماء اليمنيين في الجنوب , كما يعتقد – للأسف- بعض أبناء الجنوب منذ 94م وحتى اليوم , وتفسير هذا الاعتقاد والادعاء – في اعتقادي-هو محاولة تشويه صورة "الإصلاح" المشرقة وصفحته الناصعة ..
ثالثا" : استطاع "الإصلاح" , تكوين كيان سياسي وطني تحت مسمى "اللقاء المشترك" والذي يضم إلى جانبه بعض الأحزاب السياسية الفاعلة في الساحة اليمنية , بالرغم من تباينها مع "الإصلاح" في المرجعية السياسية و الإيديولوجية , ولكن جميعها تتفق مع "الإصلاح" حول الأهداف الوطنية المشتركة , وهذا انجاز غير مسبوق في جميع الدول العربية على الإطلاق , ويحسب "للإصلاح" باعتباره اكبر وأوسع هذه الأحزاب انتشاراً في الساحة اليمنية ..
رابعا" : استطاع "الإصلاح" وللمرة الثانية في الحفاظ على "الوحدة اليمنية" وذلك من خلال مشاركته في "الثورة الشبابية والشعبية السلمية" التي انطلقت في فبراير من العام المنصرم 2011م للمطالبة بإسقاط النظام العائلي وكان "للإصلاح" وشبابه دوراً فاعلاً ومتميزاً في الثورة والتي أثمرت عن "خلع" الرئيس السابق "علي عبدالله صالح" أسوة ببقية الرؤساء "المخلوعين" في ثورات الربيع العربي , ولازالت الثورة اليمنية مستمرةً و"الإصلاح" مستمراً في دعمها حتى استكمال كافة أهدافها الوطنية ..
واختم .. بالقول إن ما ذكرته عن انجازات "الإصلاح" هو غيض من فيض ونزر يسير في سيرة "الإصلاح" العطرة منذ تأسيسه وحتى اليوم ولاشك إن المستقبل يبشر بانجازات جديدة "للإصلاح" – إنشاء الله تعالى- مادام أعضاءه وأنصاره متمسكين به وبمنهجه الوسطي والسلمي في الإصلاح والتغيير نحو الأفضل ,وهذا لا يكفي بالطبع , بل يجب المساهمة والمشاركة الفاعلة معه في سبيل تحقيق جميع آمال وتطلعات الشعب اليمني كافة , في الوحدة والحرية والعدالة والمساواة والتنمية والأمن والاستقرار والعيش الكريم .