الطفولة اليمنية .. طفولة ذاقت ويلات العذاب

طفولة العصر الحديث وطفولة اليمن بشكل أخص ما أقساها من طفولة، لقد عانت الأمرّين وذاقت الشرور والآلام في ظل ازدهار وازدهاء المجتمع الدولي بحقوق الإنسان. ربما لا يستطيع المرء منا أن يتخيل أن أطفاله يمكن أن يمروا بمعاناة هؤلاء الأطفال، ولكن ليس هنالك من طريقة أجدى غيرها لتجعل الواحد منا يشعر بصدق ما يمر به أولائك الأطفال الضحايا في أماكن شتى .

منظمة سياج هي منظمة مجتمع مدني, حقوقية, إنسانية, طوعية, مستقلة, غير حكومية, غير ربحية, متخصصة في الدفاع عن حقوق الطفل لطالما كشفت الكثير من الجرائم التي تُرتكب وما زالت في حق أطفالنا دون أن تتحرك الضمائر لتُنهي هذه المآسي المنكرة .

قبل أيام قُتل أربعة أطفال في غارة جوية أمريكية في منطقة صرار بمحافظة البيضاء فمن يتحمل هذه المسئولية الإنسانية ؟ وما ذنب الأطفال الذين قتلوا في الغارة ؟، الحوثي وجماعته ما برحوا ينتهكون حقوق الطفولة بكل جرأة وفي منتهى الوقاحة، ففي الثالث من أغسطس ألقى مسلحي الحوثي القبض على ثمانية من الأطفال وتم اعتقالهم من دون أدنى جريرة سوى أنهم لم يرغبوا بحضور أنشطته الصيفية المليئة بالكثير من الدجل والزيف، وخلال إحدى عشر ساعة بمقياس الزمن ذاق الأطفال الثمانية خلالها أنواعاً من السجن والتحقيق والتهديد والوعيد لا شك ستترك آثارها النفسية عليهم مستقبلاً . الأطفال النازحون من زنجبار بمحافظة أبين، ومن بين أطلال الإمارة الإسلامية لم ينزحوا هروباً من عدل أولائك الإرهابيين أنصار شريعة الشيطان إلى عدن ولكنهم أرادوا الفرار بأرواحهم من القتلة السفاحين أعداء الطفولة والإنسانية ، ليُقتل ويُصاب أكثر من 28 طفلا بينهم ثمانية قتلى كما أفادت تقارير عن منظمات حقوقية في مايو المنصرم ولعل الأعداد قد تعدّت ذلك، لقد غادر أطفال أبين منازلهم دون أن يدركوا حقيقة الضياع الذي يعيشونه، ودون أن يعلموا أي سبيل ستوصلهم إلى مستقبلهم القاتم المليء بالغموض والسريالية.

وبعيداً عن ضحايا الحروب ندلف لنرى ضحايا الجوع والمرض فقد أعلنت منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة أن أكثر من مليون طفل يفتقرون للغذاء والدواء ليكونوا في محل مقارنة وليدخلوا في سباق مع نظرائهم في دول أفريقية كالصومال التي باتت تفضلنا في كثير من الخدمات.

في يمننا الكثير والكثير من قضايا الطفولة التي تحتاج إلى حلول سريعة لخطورتها واستفحالها واتساع رقعتها يوماً عن يوم ؛ منها تجنيد الأطفال في الصراعات المسلحة ، ضحايا الألغام والمتفجرات ، وعمالة الأطفال بأجور زهيدة مع الاضطهاد والضرب، والتحرشات الجنسية بهم، وتهريبهم للدول المجاورة للتسول والاستجداء، وتزويج الصغيرات كرهاً، ذوي الإعاقات الدائمة.

طفولة تقول : آه يا وطني ما أكثر مآسيك التي لا تنتهي، لكننا رغم ذلك ترفرف فوق أعيينا المليئة بالبراءة أطيار الأمل في أن نحيا في ربوعك يوماً طفولة ملآى بالأمن والسلام .

** طالب بقسم الصحافة والإعلام - مستوى ثالث - كلية الآداب / جامعة حضرموت

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص