المزرعة السعيدة لعبة شهيرة ذات صيت واسع ، انتشرت في الشبكة العنكبوتية وأخذ يمارسها ويلهو بها الملايين من البشر حول المعمورة من مختلف الأعمار والأجناس ، وتوجد على الفيس بوك وهو موقع من مواقع التواصل الاجتماعي الغنية عن التعريف ، عندما قرأت الصفة السعيدة المقرونة بالمزرعة الافتراضية تذكرت اليمن السعيد ، لا أدري كيف نشأت هذه العلاقة الغريبة نوعاً ما ولكن هذا ما شعرت به ، الفكرة الطارئة أخذت تلحّ وتدور في مخيلتي لأجد لها متسعاً بين مذكراتي ، ولكن لستُ أدري كيف الأمر ، حتى اهتديتُ إلى علاقة بين المزرعة السعيدة وما نعانيه اليوم من مخاض ميلاد اليمن السعيد بإذن الله تعالى .
أول شرط من شروط لعب اللعبة وقبل المشاركة فيها هو أنه يجب عليك أن تنشأ الحساب الشخصي الخاص بك على الفيس بوك ، يمننا السعيد كذلك لا يمكن أن يعمره أو يسعى في سبيل رقيه إلاّ من يملك رصيداً من الوطنية الحقّة التي لا تقبل المساومة أو الانبطاح مهما كان الأمر ومهما ساءت الظروف وازدادت الضغوطات الداخلية والخارجية .
في المزرعة السعيدة تستطيع تسجيل دخولك إلى اللعبة عبر الفيس بوك في كل مرة تزور الموقع ويمكنك تكملة بناء مزرعتك ، واليمن السعيد كذلك أيضاً ؛ في كل مرحلة صعبة يمر بها وإن ناله فيها ما ناله من دمار وخراب وضياع لبوصلة الهدف وتسلط المتسلطين ممن لا يرحمون شعباً ولا أرضاً ولا يأبهون بتربة الوطن الغالية ، فإن عجلة البناء تبقى دائرة ومسيرة التاريخ لا تعود إلى الوراء والنهوض جارٍ ولا يمكن التراجع عنه وقد دُفعت في سبيله كل غالٍ وأريقت على عتباته طاهر الدماء والأرواح .
في المزرعة السعيدة تجد العناية بالزراعة والاهتمام بها على أكمل وجه ؛ من ريٍّ بالماء وجمع للمحصول وبيع للمنتجات التي تنتجها المزرعة ، إذ بإمكان اللاعب أن يزرع ما يشتهي ويغرس ما يريد من محاصيل مفيدة ونافعة ، ثم إذا حان وقت حصاد المحصول قام بجمع إنتاجه وبيعه ، وحصل مقابل ذلك على المال ، في اليمن السعيد نجد الزراعة أرضاً بكراً تنتظر من يفلحها ويكدح فيها فالبن في يمني السعيد هو أجود أنواع البن في العالم ، والتنوع الطبيعي يتيح لنا زراعة أنواع المحاصيل في أوقاتها الباردة والحارة في وقت واحد وفي السنة نفسها ، وبإمكاننا ألاّ نجعل للنباتات الضارة مكاناً في يمني السعيد ، فلا مكان لشجرة القات الخبيثة ويمني في خير وسلامة ما خلا منها أرضه ، وتنزهت عن أو ضاره مرابعه الغناء ، فالخير كل الخير في أرضه الخصبة ، في نخله في سنبله في قمحه وموزه وحمضياته ، فإن نحن أولينا الزراعة اهتمامنا لكتفينا في غذائنا ذاتياً ، واستغنينا عمّن استعبدنا من يهود ونصارى وصرنا لما يعطينا مرتهنون ، وله طائعون وجلون خائفون .
بالمال الذي نكتسبه من بيع محاصيل المزرعة السعيدة يكون بإمكاننا توسيع المزرعة وجلب مزيد من الحيوانات وزيادة عددها ، كما باستطاعتنا إحضار الآلات الزراعية التي توفر علينا بذل مزيد جهد في العمل ، وفي يمننا السعيد فإننا ببناء اقتصاد قوي نكون أقوى وأقدر على أن نتصدى لكافة التحديات في المعيشة والبناء والاقتصاد والقدرات ، وبه نصير ذووا قدم أرسخ وسواعد أمتن ونجلب التكنولوجيا إلى وطننا ونُديرها بعقول أبنائنا وشبابنا وننتج ما يفيدنا دون وصاية من أحد ، أو تدخل من فضولي لا يريد لنا الخير بل يسعى لمصلحته في المقال الأول.
وأخيراً فإن أجمل ما شدّني في اللعبة المزرعة السعيدة أنها لعبة تشاركية جماعية ، فاليد الواحدة لا تصفق كما يقولون ، ويد الله مع الجماعة ، وبناء الأوطان لا يكون في ظل تفرق وتشرذم ، لذا علينا أن نكون متوحدين متآلفين ومتوافقين في الأهداف والمرامي حتى نبني وطننا السعيد .