لقد اغتالته الأيادي الآثمة في شهر الرحمة والغفران 21 رمضان الموافق 19/8/2012م ... نعم لم يكن اللواء الركن عمر سالم بارشيد يتمترس داخل سيارة مدرعة أو محاطاً بحراسة من كل مكان أو ترافقه مجموعة مسلحة .
كان البطل اكبر من ذلك ، لم تكن له عداوة مع أحد . فهو الرجل العسكري الذي غلب مصلحة وطنه الكبير ( اليمن ) فناصر الثوار ضد من استبد وظلم ونهب البلاد ، فوقف في صف اليمن ضد كل المشاريع المتقزمة أصلاً ليترفع عن كل مصلحة قد تجر منفعة وقتية أو حفنة من مال ملطخ بدماء اليمنيين ومنتزع من قوت أولادهم .
رحم الله الشهيد البطل اللواء عمر بارشيد الذي لم يتوقع أن تكافئه حضرموت برمتها بقضها وقضيضها بالسكوت عن من اغتال روحه الطاهر ليكتفي بوضع اسمه على الشارع الذي تم تنفيذ مكر الماكرين المجرمين ، أو تكافئه قبيلته في أربعينيته بأن يأبنه من يسعون لتجزئة الوطن الحبيب الجريح ( اليمن ) ليرفعوا عقيرتهم في محفل خاص بالبطل -غاب عنه قصراً- ، ليتشدقوا بمناقبه ويتوعدون ويرغدون ويزبدون ، ثم يوجهون طعناتهم في خاصرة وطن أحبه ( بارشيد) وبذل روحه ليضل موحداً خالياً من الزعامات المأزومة التي عاشت حياة الزعيم الواحد والحزب الواحد والرأي الواحد .
لقد قدم بارشيد حياته ضريبة لخوض معركة جديدة نحو الاستقرار والبناء ، معركة لا تروق للقتلة أن يروا اليمن يخوض غمارها برجال صادقوا ما عاهدوا الله عليه ، ومنهم بطلنا ، فختاروا له أن يقتل في أرضه وفي عاصمة الحضارم (المكلا) لتكون الرسالة أبلغ وأفهم ، لكن للأسف لم تفهم بعد الرسالة ! فنوع المتفجر وطريقة التفجير الغادرة كفيلة بتقديم الجناة للمشانق ومن يقفون ورائهم .
فليت شعري ماذا ينتظر هذه الأمة !، فهي ترى القاتل يسرح ويمرح ويرسل المفسدين في الأرض ليعبثوا بالأرواح ولينهبوا الأموال ويجزئوا الأرض ويتباكون علينا في الأخير . فرحمة الله تغشى شهيدنا والخزي والعار يلف منفذها ( وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين ) .
بقلم : د. عبد الله الحضرمي