هذه نماذج من ضغوط الحياة .. لكنها لم تحل بين رجالٍ صدقوا ما عاهدوا الله عليه .. بل بددوها .تجاوزها .. قفزوا فوقها .. وضعوها تحت أقدامهم .. وصدق الله : (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [القصص : 56]
( 2 ) ومن اليابان مثل :
الأستاذ أبا عبد الرحمن صالح بن محمد بن حليس اليافعي حكى هذه القصة [في كتابه : سلسلة (والله متم نوره ) : المعجزة المتجددة] انقلها بتصرف : أن أحد الذين اعتنقوا الإسلام في اليابان كان يملك ثلاثة ملاهي ليلية تدر عليه أربحا كبيرة ، قد حولها إلى – مساجد – إلى بيوت الله والحمد لله .
أما الدكتور بيتا مي هيروماتي الطبيب في مستشفى طوكيو فكان يمر ذات صباح أمام المسجد الكبير الذي امتلئ عن آخره بالمصلين في طوكيو فانبهر بالناس تقف صفوفا يؤدون صلاة الصبح وسمع آميـــــن تتردد أصداؤها في جنبات الميدان الكبير فهزته هزا عنيفا ، وكان بجواره شيرو ما هو ماكي المدرس بالمدرسة الصناعية والذي هو الآخر قد زلزلت آميـــن قلبه زلزالا شديدا وانظم إليهما هيرو ما مهي تانك مدير شركة صناعية فأخذوا يرقبون صلاة الجماعة يهزهم مشهد المئات يؤدون حركات واحدة خلف رجل واحد هو الإمام وتزلزل كلماته التي لا يعرفونها لأنها بلغة غير لغتهم سويداء القلوب ، فعقدوا العزم وأخذوا يبحثون في الفلسفات والأديان عن تلك المعاني التي كست قلوبهم وهم يتابعون أداء الصلاة الإسلامية فقادهم البحث إلى التعرف على شاب ياباني مسلم ، ثم قادتهم خطاهم إلى الطريق الصحيحة ، درسوا الإسلام بإمعان فوجدوه الطريق الصحيح لإنقاذ البشرية والتفسير الصحيح للكون والحياة والحقيقية التي يبحثون عنها ، اتجهوا إلى المسجد في طوكيو واشهروا إسلامهم على يد إمامه وسط دموع الفرح المتساقطة من أعينهم .
ونشرت صحيفة ( اليابان تايمز ) : أن الإسلام وجد طريقه للعديد من النساء اليابانيات الصغيرات ، وأقمن ندوة في جامعة ( قن ما ) أشهر الجامعات اليابانية بعنوان : المرأة في الإسلام ، والأكثر عجبا أن يدخل الإسلام إلى قبة البرلمان الياباني ، من خلال عضوه ( جسونا ) الذي أصبح اسمه بعد إسلامه عبد العزيز ، والذي أعلن تحت قبة البرلمان : بسم الله الرحمن الرحيم ، والله أكبر ، ومعه سبعة آخرون من أعضاء البرلمان ، يعملون من خلال إخوان المؤتمر الإسلامي الياباني على نشر الإسلام ، وقد أصبح للدعوة هناك مخيمات لتدريب الدعاة ، وأصبحت طوكيو العاصمة اليابانية تعرف اللحم الحلال لأول مرة في تاريخها .
لقد أخذ الإيمان بالشروق في قلوب كثير من الناس ، ذكر الأستاذ بن حليس في المصدر السابق أنه قابل أحد المسلمين اليابان أثناء موسم الحج فأنبه بمرارة شديدة قائلا : أعندكم هذا الهدى والنور ونحن نتخبط في حياة بهيمية جاهلية لا هم لنا سوى المأكل والملبس والجنس كمثل البهائم والأنعام !! كيف ستلقون ربكم ! عندما يسألكم عنا .. أنتم أصحاب الدعوة وأصحاب الإمكانيات ، إن صورة المسلم لدينا قاتمة ، فهو رمز التخلف والجهل .. ، إنكم تظلمون أنفسكم وتظلموننا بعدم إيصال الإسلام إلينا على وجه صحيح وكما أنزله الله .. وتظلمون الشعوب التي لا تعرف دينا أيضا فتتجه إلى عبادة الإمبراطور والشمس من دون الله ، فكيف ستقابلون ربكم .. سنشكوكم إليه يا من أنزل القرءان بلغتكم ..