لنرسم طيفاً جميلاً ورائعاً في نفوسنا حتى تنبعث الابتسامة الصادرة عن كيان يحدوه الأمل والفأل الحسن، لنرمي بخيالات التشائم التي تقعدنا عن العمل والجد ولنأخذ بعزائم التفاؤل لنحسن الظن بمستقبلنا ولنرسم لوحته بكل حُسن وتفاؤل نلقى ما تفاءلنا به غداً ونفرح حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يعجبه التفاؤل والمتفائلين، روي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع كلمة فأجبته . فقال : أخذنا فألك من فيك) فحري بنا هدم أصنام التشائم التي كبرت في نفوسنا ولنظر نظرة جديدة ومشرقة لحياتنا نعش في جد وعزم ونلقى ما نريد من نصر وظفر بالمقصود، قال الامام الماوردي : (فأما الفأل ففيه تقوية للعزم، وباعث على الجد، ومعونة على الظفر) فإذا جالت في خواطرنا وأذهاننا التأويلات فلننتقي أحسنها وأجملها ولا نجعل لسوء الظن إلى أنفسنا سبيلاً، فنحن نتحكم في حياتنا فنستطيع إسعادها بخاطر حسن الظن والفأل الحسن أو إشقائها بخاطر سوء الظن والتشائم، فقد روي أن يوسف عليه السلام شكا الى الله تعالى طول الحبس فأوحى الله إليه : يا يوسف، أنت حبست نفسك حيث قلت : (رب السجن أحب إلي) ولو قلت : (العافية أحب إلي لعوفيت) .
فما التفاؤل إلا لؤلؤ وزبرجد يظهر طيب النفوس الظانة بغيرها والوقائع خيراً ثم كلمة صالحة طيبة جميلة مشعة بنور التفاؤل، روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل ما الفأل ؟ فقال : (الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم) فالمتفائل دائماً تتوالى عليه البشائر وتعلوه البشاشة والرضا آخذ بعزم التوكل محسن الظن للوقائع والأحداث والأشخاص، أما المتشائم عبوس الوجه ومنفر للخلق قانط من رحمة الله سيء الظن كثير الوسوسة والهموم والغموم، ألا فلنودع من هذه اللحظة التشائم ولنجعله في زمن كان ولنمضي في زمن حاضر بالتفاؤل والبشاشة، فرحمة الله تعم وهي واسعة قال تعالى : (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم).