التعليم هو مرتكز الانطلاقة نحو المستقبل المنشود فالتقدم والرقي منوط بالعلم . فينبغي أن يولِى اهتماماً كبيراً من كل فئات المجتمع ,وإن نشأة التعليم بمحافظة حضرموت اعتمدت اعتماداً حقيقياً على دعم ورعاية أهل الخير و المحسنين و المنظمات الخيرية التي ساهمت في دعم وتأسيس الأربطة والكتاتيب و المدارس، فالحاجة اليوم ضرورية لتعاون المؤسسات والجمعيات الخيرية لدعم التعليم وتشجيع الطلاب والطالبات على التفوق العلمي المتميز ورعاية المواهــــــب والإبداعات المكتنزة عند الطلاب.
إن واقع المؤسسات التعليمية يتطلب الكثير من الجهود لتطويرها من أجل المساهمة في حل الكثير من مشكلات التعليم ورفع المستوى التعليمي, باستكمال المباني المدرسية و سد نقص المعلمين في جميع المراحل الدراسية ولا سيما في المناطق الريفية حيث أن تنمية المجتمع والنهوض بها وترسيخ البنية التحتية للمجتمع يعتمد بالدرجة الأولى على الاهتمام بالتعليم .
وقد أصبح العلم والتعليم اليوم نبض حياة المجتمعات المتقدمة،فكانت هجرة أبناء حضرموت لهدفين هما :الأول طلب الرزق ,و الثاني نشر الإسلام وعلومه المختلفة . ومن هذا المنطلق العلمي اتجه أبناء حضرموت إلى التعليم النظامي قبل الاستقلال وبعده،وفي دار الهجرة والاغتراب حيث تمكنوا من الاطلاع على المواقع التعليمية، و مع عودتهم أخذوا في تأسيس مدارس التعليم الأهلي، ممثلا في المدارس الابتدائية و الإعدادية والثانوية قبل الاستقلال.
وبالتعليم يستطيع المجتمع أن يتفادى معوقات النمو والتطور والتقدم نحو المستقبل المنشود ومواجهة مصاعب التنمية الحديثة ومواكبة مسيرة التقدم العلمي المعاصر.
و من أبرز التحديات المعاصرة التي تواجه حاضر ومستقبل مجتمعنا تتحدد في تطوير وتحديث التعليم باعتباره العمود الفقري لعملية التنمية الحقيقية الشاملة .فالتعليم في جوهره عملية صناعة المستقبل المنشود في أي مجتمع وهو أداة البناء للإنسان المنتج والمبدع الذي يعتبر وسيلة التنمية وغايتها في نفس الوقت، ولقد أصبحت ثروات الشعوب وقوتها تقاس اليوم بما لديها من عقول مبدعة تصنع التغيير وتقود عملية التحديث والتطوير. وليس بما لديها من ثروات معدنية, ولذلك وُضِع التعليمٌ في الأولويات ألاستراتجيه التي يتحقق بها النهوض للمجتمعات المتقدمة .
إن واقع التعليم اليوم في بلدنا دون مستوى الطموح المطلوب، فتعميم التعليم بكل مراحله وبجودة عالية لم يحدث حتى الآن، ولازال التعليم يشكل تحديا وقضية تنموية ملحة يجب أن تعطى أهمية لكل مكونات المجتمع وهو الأساس في بناء الفرد المنتج والمبدع كما أنه يمثل القاعدة الأساسية لكل أشكال التعليم والتطور المستقبلي.
بقلم : عبدالله رمضان باجهام