نعم .. فليخسا عقلاء الحراك - إن وجدوا- ما حصل من اعتداءات على مقرات الإصلاح بحضرموت فيها شجاعة ، هل ستزيد من شعبية الحراك ؟!.. وما حصل هل سيشرف شرفاء لقضية الجنوبية ، ولاسيما وهو ينادون بالسلمية والدولة المدنية .. أهذه سلمية ؟! .. وأي سلمية هذه؟؟ ، ومن أي فكر استمد هؤلاء الأشاوس سلميهم هذه ؟! .. لماذا لا يكونوا واضحين ، ويعلنوها بشجاعة الرجال بأن حراكهم غير سلمي ؟ .. لماذا يضحكون على الأعلام بسلميتهم هذه ؟ .. ألا هذه السلمية بها نفحة اشتراكية وتنطلق من روح شعارات السبعينيات { لا صوت يعلو – بالعنف الثوري - بانعادي كل من يخالفنا }، لكن الاشتراكين كانوا يعلنون بكل شفافية منهجية نضالهم }.
ثم أنه ، أيهما أولى الاعتداء على مثل هذه المقرات ، أم الاعتداء على مراكز دولة الاحتلال المباشر؟ وبيوت الأفدمات الفاخرة ، أو فلل وعمارات المتنفذين المتشمللين {حضرشم} التي بنيت من خيرات هذه المحافظة وبمساعدة أعوان ذلك المستعمر، حتى يسجل الحراكيون أسمى وأصدق النضال كزن هؤلاء المتنفذون المتشمللون أخطر بكثير من المستعمر الشمالي نفسه ، ولكنها التوجيهات هي التي تأمر وتعيِّن من وجب محاربته .. وأي الأحزاب التي فسدت حضرموت والتي ساعدت على نهب حضرموت وشمللتها ؟!.. أليس من الأولى أيضاً أن يتم الهجوم على سوق القات بالمكلا - كونه بكل خزي وأسف ، أكبر سوق استهلاكاً للقات بحضرموت وهو الذي شملل الحضارمة !! ، وهو أيضاً يمثل شعار المستعمر الأول بحضرموت !!! - أم أن هذا السوق ، هو رفيق وحبيب لدى مناضلي اليوم !! وهو الذي ينعشهم ويعطيهم معنوية النضال هذا ، حتى جعلهم لا يستطيعون أن ينظموا الفعاليات والمسيرات عصراً ؟ .. لماذا تجمهر بعض الحراكيين بأعلامهم مع بعض أبناء حضرموت لمطالبة المحافظ الديني بالرجوع عن قرار الاستقالة ؟ أليس ذلك المحافظ يمثل الطغمة الحاكمة البتة بحضرموت ؟ .. أم أن المسألة غير ذلك ؟! ..
لماذا أيضا عندما زارت توكل كرمان حضرموت أنزعج البعض منها ، بل وسبها ، ولم ينزعجوا من زيارة أحد أكبار أعمدة المؤتمر الشعبي باليمن المحتل للمكلا !!! ما نسمي هذا النضال بالمفهوم السياسي العام.. أليس كلهم شماليين ؟ أم شمالي عن شمالي يختلف؟!..
حقاً فليخسأ عقلاء الحراك - إن كانوا يفقهون !!- ، أهذه ثقافة الدولة االديمقراطية التي يتشدقون بها ؟ .. وإذا كانت تعاملاتهم مع من يخالفهم داخل الجنوب هكذا ، فكيف ستكون بعد التحرير وبناء الدولة المدنية المنشودة ؟! .. ألا يهم هؤلاء الحفاظ على أواصر الأخوة بين أبناء حضرموت ؟ .. هل الإشارات الضوئية مثلاً لحركة المرور طريقة شمالية وجب مخالفتها ؟؟ وهل قطعها بالسيارات التي تحمل أعلام الحراك يمثل نضالاً حراكياً ، ولو أن الجنوب كان متحضراً قبل الشمال ، وعرف مثل هذه الإشارات قبل الشمال بعشرات السنين .. أم أن البعض يريد الجنوب بثقافة الشمال حرام حلال !! ..
لم أخذل مناضلي الحراك وأقول لهم بأن ثقافة حضرموت تختلف عن ثقافة باقي المناطق الجنوبية الأخرى{ ولنا في ثقافة أحداث 78 و13 يناير لعبرة} ، ولم أزعجهم أيضاً وأقول لهم { أن حرق المسلم تحت أي مبرر حرام} ، ربما لأن هذا الكلام رجعي كهنوتي إقطاعي ، يحمل أفكار بالية ، كان يحاربها الحزب العملاق آنذاك!! .. هل يحق للجنوبي أن ينتقد مثل هذه الثقافات ؟.. أم أنها ثورة ثور يا جنوب .. علي سالم بايعود .. بالعنف الثوري والعود ..
الخلاصة لن ولم ولا نلوم الحراك إلاّ في مسألة واحدة.. ألا وهي إعلانهم - وبشجاعة الرجال ، بأن يبعدوا كلمة السلمية من شعاراتهم ونضالهم ، عندها يحق لهم أن يناضلوا بما يريدون .. ويسحلوا من يكرهون ، ويتركوا أيضا ً من يحبون .. ولو كانوا تبعاً للشماليين المستعمرين !!! ...
بقلم : الاستاذ / سعيد جمعان بن زيلع