مليشيات الإصلاح بين الحقيقة والخيال

 لقد تابعت ما يحصل هذه الأيام في عدد من مدن حضرموت وذكرني بأيام شبابي أيام القومية والتحرير ، لكن الخصومة هذه الأيام أشد خشونة رغم تطور الوسائل والوعي النضالي وفي ظل الربيع العربي تطورت وسائله وتفنن الشباب في إظهار قضاياهم وولا أخفي تفنن الشباب في الحراك السلمي كذلك منذ عام 2007م ولكن ما إن يزهو حتى تأتي عقد القيادات التاريخية وغير التاريخية وتقاطع المصالح مع طرفي الصراع في صنعاء مما يجعل هذه الوسائل والأساليب والمناشط بدل من تزهر وتثمر يجعلها تدبل وتصاب بأمراض الثقافات غير المقبولة فطرياً كثقافة الإقصاء والإلغاء والتهميش والبلطجة مما يوصف الحراك ببطل العنف وتؤثر على رونق القضية وجمالها وحيويتها وشرعيتها .

ولندع هذا وذاك ونعود لموضوعنا لقد كثرت هذه الأيام في بيانات أو تصريحات أو خطابات بعض فصائل الحراك حول نظام الاحتلال ومليشيات الإصلاح ودعونا هنا نتكلم عن الإصلاح بحضرموت الذي عرفناه عن قرب وسنحاول نخوض في موضوعنا هذا بحيادية وموضوعية وبنظرة أب محب لحضرموت وأهلها وشبابها ولمستقبلها .

إن ما نسمعه عن مليشيات الإصلاح منذ الأزمة بين طرفي الصراع بصنعاء برز أن الإصلاح جند عشرات أو مئات من الأفراد وكلنا زعلنا خوفاً على حضرموت من أن يتحول الصراع إليها ويكون من جندوا أداة لطرف على طرف ، ومرت الأيام وتلاحقت ، وضرب الشباب في ساحات التغيير بالمكلا مرات عده ، وفي تريم حوصروا ولمنجد هذه المليشيات ورفعت الساحة بالمكلا وحمدنا الله على حكمة الشباب بتفويت الفرصة على من يريد استخدام شبابنا كوقود لصراع في حضرموت .

كما أثبتت أحداث اليومين السابقين 22، 23 فبراير 2013م واقتحام المقر تلو المقر بالمكلا والديس ، ولم نجد هذه المليشيات ولم نجد ترسانة أسلحة أو ذخائر ، عجباً أين هذه المليشيات ؟!!!! هذا وقتها  !

ودعوني أقول قد يكون أخطأ الإصلاح بمشاركته في مهرجان عدن 21فباير ، وهذه الفعالية لم يقيمها الإصلاح بل كما علمت من مصادري أنه قد وجه بها الرئيس عبد ربه ، ومولها وقديكون نفذها شباب الإصلاح ، والمعلوم أن من القى الكلمة عن رئيس الجمهورية وزير الخدمة ومن أشرف على الترتيبات الأمنية وزير الدفاع شخصياً ، وكنت احبذ أن لا تنفذ هذه الفعالية وإن كان لابد أن يتحملها المحافظون ويعملوها في قاعات عامة .

وقد يقول قائل لماذا لا تعمل فعاليات وهذا من حق أي فصيل ولكن في ظل تمزق النسيج الاجتماعي الجنوبي والمشاحنات كنت أرغب أن لا يزداد هذا التمزق .

ولنعد مرة أخرى لموضوعنا لماذا تولد عند الشباب هذه الأساليب غير السلمية في التعامل مع الخصم وإن كان جنوبياً مثلهم والجميع قد رفع ( دم الجنوبي على الجنوبي حرام ) والأصل ( دم المسلم على المسلم حرام ) لأنه حديث شريف عن المصطفى صلى الله عليه وسلم .

إنني أقدر ما يعاني الشباب من قتل وجرح واعتقال ومطاردة وملاحقة وضرب هذه كلها أعمال مستنكرة من أي حكومة ومن أي نظام وإن كانت بعد الربيع العربي مستنكرة بأعلى الأصوات ولكن دعونا نستعرض بعض الحوادث التي حصلت في حضرموت وكانت الأساليب فيها غير حضارية :

  ما حصل للمجلس الأهلي في مقره ولفعاليته أمام المحافظة

ما حصل للقاء المؤتمر الجنوبي  في استراحة سيؤن

ما حصل لفعالية عصبة حضرموت

وغيرها مما حصل في عدن

قد يقول قائل : هؤلاء شباب متحمس ، نقول لماذا عندما وصل محمد علي أحمد إلى حضرموت وكان يحضر لفعالياته لم يقرب أحد لقاءاته هل لأنه محمي بحراسات والكيانات الأخرى التي اعتدي على فعالياتها لا يوجد لها حراسات تحمي بها نفسها ؟

إن المليشيات من أي جهة مرفوضة وكذا الأساليب غير الحضارية مرفوضة ايضاً لأن هذا ييؤخر الحراك ويضره ويصيبه في مقتل ويستفيد منه المتربصين بالقضية ، ولن بآثاره السيئة إلا بعد حين لذا فإنني أدعو كافة المكونات في حضرموت أن تلتقي مثل ما التقت سابقاً وتعد وثيقة ( ميثاق شرف ) يجرم العنف والإلغاء والتهميش والبلطجة ولنتفق على ماذا نريد لحضرموت وأهلها ، لأننا بهذه الأساليب الخشنة والعنيفة قد يستفيد منها طرفي الصراع ويطول أمد قضيتنا ولن يثق الناس فيما ندعي أن دولتنا القادمة مدنية فدرالية في الجنوب لأنه يرى المظاهر من الآن وأقول للعقلاء في الحراك بكل اطيافه وزعاماته إن السكوت سيضر بالنسيج الممزق للسلم الاجتماعي وستستشري هذه الأساليب الخشنة على جميع المكونات ولن يسلم منها مكون دون مكون وسيكون الخاسر الأول والأخير القضية الجنوبية والمواطن الذي سيفقد الأمل في أي حياة كريمة آمنة وعيش رغيد مستقبلاً مهما وعدناه وأملناه .

الخلود للشهداء الأبرار

الشفاء للجرحى والمصابين

الحرية للمعتقلين والمطاردين

الاستقلال والحياة الكريمة الآمنة لشعبنا الصابر المكافح ..

والله من وراء القصد ..

بقلم : سعيد صالح المصلي باوزير

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص