ارحلوا عـنا جمــيعاً!!

قطرة دم المسلم أشرف وأغلى و أقدسُ عند الله من  الكعبة المشرفة , تلك القبلة التي يتوجه إليها المسلمون كل يوم , يتعبدون بها الله رب العالمين وحده ,  رغم أهمية الكعبة وقداستها لكنها لن تكون بطهارة  ومكانة  وقداسة دم المسلم , و تجد مع هذا ,  بعض من ينتسب  إلى الإسلام , يسترخص ويستصغر ما أغلاه  وأكبره الله رب العالمين  , في حين لم , و لا  ولن تجد  مبرراً لسفك دمٍ مسلمٍ اطلاقاً , كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "المسلم على المسلم حرامٌ دمه وماله وعِرضُة" , وقد "  قال رسول الله , لأُسامة ابن زيد: حين لحق برجلٍ من المشركين احتمى بشجرة في أرض المعركة , فلما ظفر به  قال المشرك :  (لا إله إلا الله) , فقتله أُسامة , فلما وصل الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأسامة: أقتلته بعد أن قالها؟ قال: إنما قالها خوفاً من السيف , قال : أشققت عن قلبه , وأخذ يكرر عليه: أين أنت من (لا إله إلا الله) ؟!  فأين يذهب القاتل  من (لا إله إلاّ الله ) التي يشهد بها هذا المسلم المقتول لله بالوحدانية ,  يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال المسلم في فُسْحةٍ من دينه مالم يصب دما حراماً" ,  ثم إن القتل ليس صعباً كما يظن البعض ,  فمن السهل أن تقتل !  لكن من الصَّعب أن تتحمل عاقبة القتل !! , قال الله عزَّ وجلَّ: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا", فمن يُطيق هذا المشهد المرعب من الوصف القرآني ؟! ولن يَتُوق لذلك , إلاَّ مَنْ خرج مِنْ فُسْحَةِ الإسلام الواسعة!!.  

والعلاج لمثل هذه الجريمة الشنعاء ,  ما حدده الله عزَّ وجلَّ كتابه الكريم , حيث قال " وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"  وقال:" إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " . 

كما يجب العمل على إخماد مثل هذه الفتنه: إعلاميا و اجتماعيا , وذلك بنشر ثقافة الوعي وحرمة الدماء بين المسلمين والدعوة الى العودة لرسالة الإسلام  الطاهرة , التي جاءت لحفظ الدين والعقل والنفس والنسل و المال.

وأيضاً : يجب إخمادها سياسياً , بأن تتحمل الحكومة مسؤوليتها الكاملة , والقيام بواجبها الكامل , وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبدربه منصور في المقام الأول , لأن هذه الدماء ستكون  وصمة عار في حُكْمِهِ , لأنها بعدَ ثورةٍ خُضِّبَتْ بالدم , و لأن الثُّوار انتخبوه  ليرتاحوا ممن عبث بدمائهم , لا لِتَرْخُصَ دمائهم ودماء إخوانهم . 

و عليه أن يبادر الى احترامِ موقعه , واحترام الشَّعب الذي اختاره , و منهم أصحاب هذه الدماء الطاهرة التي سالت  وأريقت ظلماً وعدوانا ً . 

كما يتحمل مسؤوليتها أيضاً الأحزاب السياسية , وعلى رأسها اللقاء المشترك  الذي يأوي في تكتله , الحزب الدموي , (الاشتراكي) , الذي يُمثل الغطاء السياسي للحراك المسلح , والذي غالب من يديره قيادات اشتراكية وشيوعية تاريخها لا يخفى على أحد , والذي تسلق على أكتاف الحراك السلمي , وشوه قضيته العادلة , ليُظهرها بمظهر دموي مقيت .

كما يتحمل مسؤولية هذه الدماء  رعاة  (بقرة)  الحصانة , التي لازلت تمدد للقاتل بالقتل والتحريض , ولا يزال يسرح ويمرح في حضيرتها..  أما آن لهذه الحصانة أن تُحرق كصاحبها , أم ننتظر حتى تأتيها أُرضَة الكعبة لتأكلها.

على السياسيين المحترمين , أن يدركوا أنهم يجلسون على كراسيَ لازالت مخضبةً بدماء من أصعدوهم عليها !! لا ليبقى الساسة عليها , إنما ليفكوا الأسرى , ويطعموا الجوعى , ويقتصوا لدماء الشهداء ..  فإن لم يكونوا هم والرئيس هادي أهلاً لذلك!!    فإنَّ الدماء التي أصعدتهم , ستسقطهم , فليرحلوا عنا جميعاً,,, أراح الله منهم اليمنيين.  

فللشعب رب يحميه , وصبر يُسْلِيه , ودماء تحييه.

بقلم : فـؤاد الحبـيشي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص