يطيب للبعض ـ أفرادا و جماعات ـ أن يعيثوا في الأرض وقرآننا الكريم غني بالأمثلة من هذا النوع من البشر و كذا السيرة و التاريخ وبما أننا في زمن ـ الصقيع العربي ـ فإن الفرصة ما زالت مواتية لممارسة الفوضى و العبث لأي سبب و تحت أي مبرر وفي سبيل أياً كان !
المهم إنها فوضى و السلام !!
بالعربي : يعني الواحد ما يصدق إن فيه حاجة ما عجبته أو خالفت مزاجه أو حتى ضبّحت به
فقام مناديا : اش رأيكم يا جماعة نعمل مسيرة مظاهرة فوضى ، نعبر فيها عن رأينا ..
لحظة ! لم أصل بعد إلى ما أريد الوصول إليه .
بالأمس بدأ المخطط الصهيوني الرهيب ـ الثورات العربية ـ كي يشغل العرب بأنفسهم و يهلكهم بأيديهم ويشعل الفتنة فيما بينهم ، فأعطى لكل واحد منهم الحق أن يكون وصيا على شعبه ووطنه . ويقصي إخوانه ممن يتمتعون بنفس الحقوق التي يتمتع بها هو .
وكنتيجة طبيعية لذلك فقد أصبح من العسير جدا علينا أن نرضى بحاكم واحد ، يحكمنا ! فمن يروق لك بالطبع لن يروق لي و العكس لأن مساحة الحرية و إبدأ الراي فيما يبدو لنا أضحت واسعة و نحن لم نتعود ذلك فأسأنا الفهم واصبحنا نتخبط تحت شعار " حرية الفكر و التعبير عن الرأي " و ستبقى راية إرحل مرفوعة مالم نعُد لجادة الطريق ، ونتنازل عن ( بعض ) مصالحنا من أجل الوطن و نرضى بالحاكم المنتخب و إن لم يكن من حزبنا لأن الأمارة من أهم الأمور في استقرار النفوس و الأوضاع .
يا أخوة .. كلنا ننشد الاستقرار و الحياة الكريمة وهي قريبة منا بل و بين أيدينا ، كفانا تجارب تعيسة . فهل كلما قطعنا جزءا من المسافة المطلوبة ، عدنا إلى نقطة البداية لنبدأ تجربة أخرى و غيرنا يمضي ليصل إلى هدفه !!
ونحن لا زلنا في نقطة البداية فلنتحد معا ونواصل المشوار الذي بدأناه . ونترك الغربان تنعق حتى تكل و تمل ويكفينا اهأا شرها ،،،
بقلم : نزار باحميد