حرية الرأي والرأي الآخر مكفولة للكل؛ لأن الإسلام ترك للإنسان إعمال النظر فيما لا نص فيه، ولكن الأمر ليس على إطلاقه، فالناس يتفاوتون في فهمهم وإدراكهم، بل وتحليلاتهم، لذا يتبع ذلك القصور في تلك الفكرة أو الأخرى .
ولأننا أمة قال الله فيها : (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) وهذا أيضا ليس على إطلاقه، بل أكد ربنا بقوله : (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة). وهنا يستوقفنا أمر مهم جداً، ألا وهو مبدأ الانتقاد ؟
لا غبار على الأمر؛ لأن الله أمر أن لا يسكت الإنسان على الخطأ ولو كان من أقرب الناس، ولكن القضية التي ينبغي أن تكون حاضرة ما الذي ينبني على هذا النقد ؟ وهل هو نقد بناء آم مجرد انتقاد لأجل الانتقاد أو لمجريات سابقة وسابقة وشخصية ؟ أضف إلى ذلك أن تشمل هذا الانتقاد سلبية مقيتة، كأن ينظر الإنسان وينتقد هذا وتلك الفكرة دون أن يكون له الدور في التغيير أو التجديد في الأمر؛ لأن الله جبل البشرية على أن تعيش الحياة بجموعها لا بفرديتها وحتى لا تكثر الأخطاء أو الهفوات ورحم الله الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه حينما قال (كدر الجماعة خير من صفوة الفرد) .
وهكذا لابد أن يكون لكل منا بصمة في مجتمعه، وأن يعيش الإيجابية الحقة بينه وبين أفراد البيئة التي يعيش فيها، لأن الخير إن عم وهل وطل سيكون الكل قد شارك في انجازه وطلبه ولا يكون الحال كحال البعض : دعنا نركب الموج، فأينما حلت بنا رضينا .. لا وألف لا، الكل إن شاء الله - ولا نزكي أحد على الله - أصحاب هوية ورسالة سامية .. فألله الله أن نكون من روادها نحو التمكين والتمكين حتى يعم الخير مجتمعنا ونكون فيما بيننا البين مجتمع : (متقارب، متواصلا، متحدا) .
بقلم : منير بن وثاب