سيئون ما هي للنشَرْ مزرعة ×××× ولا هي لأشباه الرجال أوكــــار
سيئون لكل البشر مفخـــــرة ×××× نفاخر بها ونعصر لأجلها الأفكار
بأبياتي لقصيدة لم تكتمل أقول كما ..
• يقول لنا التاريخ :
أن أجدادنا الأوائل ممن كان لهم السبق الأول في تأسيس مدينة سيؤن لم يكونوا في يوم من الأيام دُعاة حرب أو انتقام أو تربص ، وقد أورثوه من بعدهم أولادهم وأحفادهم وتوارثوه وتتابعت مزيتهم تلك من ذلك التاريخ الى ما نحن اليوم فيه وعليه .
ولم يكونوا منذ ُ ذلك التاريخ التأسيسي للمدينة يستجدون ولا يستنجدون بأحد غير الله الواحد الأحد بالرغم من قساوة المُناخ الصحراوي المُغبر وصعوبة التنفس والعيش فيه .. ولم يستسلموا لقساوت الصحراء ولقُساتها ولم يهاجروا منها ويتركونها قاعا صفصفا غير أنهم فكروا وقدروا وشمروا عن سواعدهم فبنوا البيوت من سعف النخيل ثم من الطين وعملوا ( الضُمُرْ ) و ( الكُرفان ) للاستفادة من مياه الأمطار وحفروا الآبار وحرثوا الأرض وزرعوها ، وشقوا الطرقات ومهدوها وبفعلهم هذا أسسوا بمفهومنا الحاضر البُنية التحتية لتكون لمن خلفهم آية يهتدوا ويقتدوا بها وليتدبرون صنيعهم ذاك . . لكنهم لم يستجدوا القريب ولن يستنجدوا بالبعيد فكرامتهم وعزة نفوسهم وأيمانهم المطلق بالله في تفريج الكروب كان السراج المنير لكل الدروب التي سلكوها وكان قول الله سبحانه وتعالى في الآيتين الكريمتين ( فإن مع العسر يسرا . إن مع العسر يسرا ) تتصدر خطواتهم الأولى نحو انجاز أعمالهم .
( وذي مآثري .. حد ينكر الآثار )
• ويقول لنا التاريخ أيضا :
إن مدن الوادي جمعا ومدينة سيؤن على وجه الخصوص شهدت من الاقتتال والمنازعات و التقطع والحرابة ما يجعل ساكنيها تركها والهروب منها والالتجاء إلي أماكن أخرى ولو شبه آمنة .. ولكنهم اثروا البقاء فيها والدفاع عنها وعن أنفسهم وعرضهم فطوقوها بالأسوار واحكموا الأبواب وشددوا الحراسات الليلية ونشروا العسس ( المخابرات ) .
هكذا تحدث التاريخ عن صلابة أجدادنا في مواجهة الصحراء وقسوتها ولكنهم طوعوها لتصبح مدينة ومدن تحتضن في زماننا هذا بشرا يأوون إليها هربا من حرب أو ثأر أو ظلم ظالم ويسعون في مناكبها طلبا للعيش والأمن دون أن يجربوا ثقافة المقاومة في شتى صورها وإنما ضعفت لديهم مقاومة المعتدي ومواجهة القوي المتعجرف بالهروب وانتظار نصب الخيام وما يأتيهم من سُلل غذائية ممن هم حقائب في أيادي الخارج معروفة المقصد بعيدة النظرة دقيقة التخطيط سرية التنفيذ ، ومدينة سيؤن ومدن أخرى في الوادي المهيأة لذلك .. كونها مدن مترامية الأطراف ذات رقعة جغرافية شاسعة واسعة ، جبلية التضاريس منافذها كثيرة ومفتوحة ، تأوي إليها كثير من العائلات ومن مختلف محافظات الجمهورية اليمنية الأمر الذي غير من عاداتها التي يضرب بها المثل ومن تركيبها الاجتماعي الذي يطمئن إليه الزائر .. إلي جانب أنها ضعيفة المراقبة من قبل الجهات الأمنية التي لا تعطي لها اهتمام أمني مكثف كبعض مدن المحافظات الشمالية والأخطر من كل ذلك كثيرون منا لا يمتلكون الحس الأمني الوقائي .
• ما أرغب في خلاصته ..
هكذا قدم لنا التاريخ شموخ الأجداد الذين لم ينكسوا رؤوسهم من اجل أن تبقى حضرموت شامخة أبد الدهر .. غير أنها تئن اليوم لان ثقافة التفرج سلوكا محبطا يتبعه الغالبية من أهلها على ما يحصل لها من استهداف أمنها وفوضى في مؤسساتها وتمرد في شوارعها وخروج غير مسبوق عن النظام والقانون وتغير ديمغرافي ، فحضرموت عامة ومدن الوادي خاصة لم تعد كما كانت يفصلها عن العالم برها وبحرها وجوها وجبالها وصحاريها وما يحصل فيه من متغيرات .. وان كان أجدادنا كسروا كل تلك الحواجز .. لكن حضرموت اليوم تتأثر بما يتأثر به العالم ... لكنها للأسف لا تؤثر حتى في من يأوون إليها بل الآوين يؤثرون فيها والشواهد أقرب من حبل الوريد الأمر الذي يضع المؤثرون من أهلها من رجال الدين والدعاة والمفكرين وغيرهم من المثقفين وحملة الأقلام في مواجهة ما يهدد حضرموت داخليا وخارجيا ويتطلب ذلك جلوسهم حول طاولة مستديرة للخروج بإستراتيجية تضمن لبلدنا الوقوف أمام مستجدات المرحلة ومتطلباتها وكيفية حلها بعيدا كل البعد عما يشدك إلي حزبك أو طائفتك أو قبيلتك .. ولتكن حضرموت حزبنا وطائفتنا وقبيلتنا .. وليستجيب الله لنواياكم التي هي مطاياكم .
بقلم : سليمان مطران